تشير الأبحاث التي أجرتها مؤسسة راند للأبحاث والتطوير إلى أن تأثير المعلم على أداء الطلاب يتجاوز تأثير العوامل المدرسية الأخرى مثل المرافق الحديثة وخدمات الدعم. يُعتبر المعلم المتميز مفتاحاً لتحسين نتائج التعليم، حيث يمتلك القدرة على دفع الطلاب نحو تحقيق مستويات أعلى من الأداء. يتجاوز دوره حدود تحقيق النتائج الجيدة في الاختبارات الموحدة ليشمل تحدي الطلاب ومكافأتهم على تطوير مهارات التفكير النقدي.
في نهاية العام الدراسي، يلتزم المعلم بعرض المهارات والمعرفة التي اكتسبها الطلاب خلال فترة الدراسة، ويستعرض التحديات التي واجهها الطلاب وكيفية التغلب عليها في السنوات المقبلة. وبالتالي، يتحمل المعلم مسؤولية توجيه الطلاب وتشجيعهم على مواصلة التعليم والمشاركة في الأنشطة التي تساهم في بناء شخصياتهم وتحسين أدائهم.
يُعتبر المعلم هو المكتشف الأول لمواهب الطلاب وقدراتهم الخفية، وهو يمتلك الفرصة لتعزيز تلك المواهب وتحفيز الطلاب على تطوير مهاراتهم واهتماماتهم الشخصية. المعلم الملهم يستطيع تحويل الفروقات بين الطلاب إلى نقاط قوة تؤدي لتفوقهم.
تتمثل مهمة المعلم في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم مع حرصه على توجيههم نحو أهمية العمل الجاد في تحقيق الأهداف. يجب على الطلاب أن يدركوا أن النجاح يأتي من الجهد المتواصل والتفاني في العمل.
يساهم المعلم المتميز في إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية لتحقيق نتائج مثلى، حيث يُنسق التواصل مع الأسر على مدار العام الدراسي، وليس فقط خلال اجتماعات أولياء الأمور. تعطي الزيارات المتكررة للتواصل مع أولياء الأمور نتائج إيجابية على تحصيل الطلاب، مما يتيح للأهالي الاطمئنان على مستوى أبنائهم.
تساهم مشاركة الأهداف التعليمية والمناهج الدراسية مع الأبناء في تعزيز فرص تحقيقها بنجاح، ويجب على المعلم أن يعلّم الطلاب مهارات يمكنهم تطبيقها في حياتهم العملية وليس فقط ضمن المدرسة، مما يعزز قدرتهم على مواجهة تحديات الحياة.
يعمل المعلم على إعداد قادة المستقبل عبر تعلّمهم فقط الدروس الأكاديمية بل وتعليمهم قيم المشاركة والاحترام وتقبل الاختلاف والثقة بالنفس. إن خلق بيئة صفية آمنة تعزز من صفات القيادة لدى الأطفال، ويجب على المعلم أن يجعل كل طالب يشعر بمدى أهميته في هذه العملية. التحصيل العلمي الجيد يعتمد على وجود قادة متعلمين مؤهلين يحملون مساحات من الأخلاق والمسؤولية وبمهارات توصيل متقنة.
يعكس المعلم المتميز سلوكياته وأخلاقه كقدوة يحتذي بها تلاميذه، فغالباً ما يسعى الطلاب للبحث عن نماذج يحتذون بها في الإعلام. ولكن تأثير المعلم باعتباره المثال الأكثر تأثيراً عليهم نتج عن قضاء الطلاب وقتاً طويلاً في المدرسة مما يحمّلهم مسؤولية إضافية في أن يكونوا قدوة صالحة لطلابهم.
يمتلك المعلم القدرة الفائقة على اكتشاف الطلاب الموهوبين وتمييزهم عن الآخرين داخل الصف، مما يمكّنهم من تعزيز مهاراتهم وتطوير قدراتهم. يجب أن نقدم تدريباً شاملاً لجميع المعلمين ليساعدهم في التعرف على الطلاب الموهوبين، ويتطلب ذلك وجود خبير مختص لدعم الموهوبين في كل مدرسة.
يعتمد نجاح الغرفة الصفية على سلوكيات المعلم وما ينقله من طاقة إيجابية للطلاب. يمكن للمعلم أن يصنع الفارق من خلال خلق بيئة دافئة ومرحة، بينما يمكن أن تعكس ردود فعلهم السلبية في حالة توتر المعلم. لذلك، يجب على المعلم أن يتعاطى بمرونة ووعيٍ بتأثير سلوكه على طلابه.
تتضمن مسؤوليات المعلم عددًا من المهام المهمة، منها:
يمكن أن يتحلى المعلم الفعّال بمجموعة من الصفات، من بينها:
أحدث التعليقات