تُعتبر الأسرة أساس المجتمع، ومع ذلك، قد تواجه هذه النواة الأساسية مشكلة التفكك الأسري، التي تُعد من أبرز القضايا المعاصرة. هناك عدة أسباب تلزمنا بدراسة هذه المشكلة والتوعية حولها، ومنها ما يلي:
تساهم دراسة ظاهرة التفكك الأسري في تقليل الآثار السلبية التي قد تترتب على انحراف سلوك الأبناء. فقد أظهرت الدراسات أن العديد من الأبناء ينتهون في السجون نتيجة لوفاة أحد الأبوين أو الطلاق، مما يؤدي إلى فقدان الاستقرار والتشتت العاطفي وقد يتحمل الأبناء عبء إعالة أنفسهم أو حتى عائلاتهم.
أشار العالم الفرنسي هويار إلى أن 88% من الأبناء المنحرفين الذين تم دراسة وضعهم الاجتماعي ينتمون إلى أسر متفككة ومضطربة. كما أفاد العالم كلوك بأن 60% من المراهقين الذين تم رصدهم ينحدرون من أسر تعاني من التفكك.
يعد الزوجان من أبرز ضحايا التفكك الأسري، حيث يتعرضان للإحباط وخيبات الأمل. ويؤثر ذلك بشكل مباشر على صحتهما النفسية. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما ينتج عن هذه الحالة اضطرابات في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، سواء كانوا من الأقارب أو الأصدقاء. في حالة وجود روابط أسرية بين عائلتي الزوجين، قد تحدث قطع العلاقات أيضًا. لذا، تعد دراسة التفكك الأسري أداة هامة للتوعية بالآثار السلبية وتفاديها.
تساهم دراسة التفكك الأسري في توعية المجتمع حول الآثار المترتبة على هذا التفكك. فالتفكك يسهم بشكل كبير في افساد قيم المجتمع وثقافته التي يسعى الأفراد لتعزيزها، مثل روح التعاون والترابط والتسامح، وهي قيم مهمة جدًا لنجاح المجتمعات.
توجد عدة أسباب تؤدي إلى التفكك الأسري، ومنها:
يحدث عندما تنفصل الأسرة عن بعضها، أو تتجاهل الاجتماعات العائلية وتعتبرها غير ضرورية. هذا يتم غالبًا نتيجة للضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تجعل الأفراد يركزون على العمل بدلاً من العلاقات الأسرية. وفي هذه الحالة، يتوجب على الأسرة إعادة توزيع المسؤوليات داخلها بحيث تكون المهام موزعة بشكل عادل، لتفادي شعور أي فرد بأنه يتحمل عبئًا ثقيلًا يفقده ارتباطه بأسرته.
يعتبر الطلاق من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى التفكك الأسري. تحدث هذه الحالة لأسباب عدة مثل عدم التوافق الفكري، أو العنف الأسري، أو الخلافات المتكررة، مما يجعل الطلاق يبدو كحل وحيد للزوجين.
تعتبر وفاة أحد أفراد الأسرة سببًا آخر رئيسيًا لتفكك الأسر. على الرغم من أنه ليس بالضرورة أن يؤدي هذا إلى التفكك إذا كان هناك شخص يهتم برعاية الأسرة، إلا أن موت أحد الوالدين قد يتحول في بعض الحالات إلى سبب للنزاع والتفكك.
أحدث التعليقات