تعني السيرة في اللغة: المسار والطريقة، أما السيرة النبوية في الاصطلاح فهي السيرورة التي تلخص حياة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منذ ولادته وحتى وفاته، والتي تشمل أقواله وأفعاله وتقريراته، إضافة إلى صفاته الخُلقية والخَلقية، سواء أكانت تلك الفترة ما قبل البعثة أو بعدها، في العصور المكية أو المدنية. وقد أولى العلماء عناية كبيرة بتدوين السيرة النبوية، ومن أبرز المؤلفات في هذا المجال: السيرة النبوية لابن إسحاق، وتهذيب ابن هشام، والسيرة النبوية لابن حزم، والسيرة النبوية لابن عساكر.
يتضح اهتمام العلماء بتدوين السيرة النبوية بسبب مكانتها العظيمة وأهميتها التي تبرز في النقاط التالية:
كما تم الإشارة سابقًا إلى أهمية السيرة النبوية، فإنه لا يمكن تجاهل دورها الأساسي في فهم القرآن الكريم. فالكثير من الآيات القرآنية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأحداث التي عاشها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث نزل القرآن الكريم معقبًا على أحداث معينة أو مجيبًا عن تساؤلات طرحها المشركون أو الصحابة -رضي الله عنهم- على الرسول. ومن الأحداث المهمة التي ذكرت في القرآن الكريم والتي ترتبط بالسيرة النبوية:
إن السيرة النبوية تعتبر من أهم العلوم التي يتم الاستناد إليها في تفسير القرآن الكريم. إذ أن فهم أسباب نزول الآيات القرآنية يعد أداة فعالة لتحقيق فهم شامل لمضمون القرآن، وهو ما أكده الإمام الواحدي بقوله: “لا يمكن تفسير الآية دون المعرفة بقصتها وظروف نزولها”.
أحدث التعليقات