أهمية النوم

يعتبر النوم عنصرًا أساسيًا في حياة الإنسان اليومية، فالحصول على نوم صحي يعد أمرًا ضروريًا يضاهي أهمية تناول الطعام وشرب الماء. إذ يلعب النوم دورًا محوريًا في مختلف الوظائف الحيوية للجسم. فهو يساهم في إزالة السموم المتراكمة في الدماغ خلال ساعات النهار، ويؤثر على جميع أنسجة الجسم مثل الدماغ، القلب، والرئتين. بالإضافة إلى ذلك، فإن النوم يسهم في تحسين عمليات الأيض، تعزيز المزاج، دعم الجهاز المناعي، مواجهة الأمراض، والعديد من الوظائف الأخرى التي سنتناولها لاحقًا في هذا المقال. من الجدير بالذكر أن نقص النوم يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية متعددة تؤثر على جودة الحياة وتزيد من خطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكري، والاكتئاب، والسمنة. ويختلف عدد ساعات النوم المثالي من شخص لآخر وفقًا لعوامل متعددة، منها العمر. فمثلًا، يحتاج المواليد الجدد حوالي 16-18 ساعة من النوم يوميًا لدعم نموهم، بينما يحتاج الأطفال والمراهقون في سن الدراسة في المتوسط إلى نحو 9 ساعات ونصف كل ليلة، ويحتاج البالغون عادة من 7 إلى 9 ساعات.

فوائد النوم

تتعدد الفوائد الناتجة عن النوم الجيد، حيث تسهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية. هنا نستعرض مجموعة من فوائد النوم:

• يساعد في إنقاص الوزن: يرتبط نقص النوم بشكل وثيق بزيادة الوزن والسمنة. الأفراد الذين لا ينالون كفايتهم من النوم أكثر عرضة لاكتساب الوزن بالمقارنة مع أولئك الذين ينامون بشكل كاف. فقد أظهرت الدراسات أن قلة النوم تؤثر على الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الشهية.
• يعزز من مهارات حل المشكلات والذاكرة: يؤثر نقص النوم سلبًا على بعض الجوانب الإدراكية، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية والتركيز.
• يقلل من مخاطر الأمراض القلبية والسكتات الدماغية: الأشخاص الذين لا يحصلون على كمية كافية من النوم يكونون في كثير من الأحيان أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالذين ينامون من 7 إلى 8 ساعات.
• يحسن من أداء الجهاز المناعي: الحصول على ما لا يقل عن ثماني ساعات من النوم يمكن أن يعزز من قوة المناعة وقدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
• يعزز من التفاعل الاجتماعي: النوم الجيد يساعد في تحسين المهارات الاجتماعية وسهولة قراءة تعبيرات الوجه لدى الآخرين.
• يقي من الاكتئاب: الأفراد الذين يعانون من الأرق هم أكثر عرضة للاكتئاب بما يصل إلى عشرة أضعاف مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بنوم كاف.
• يقلل من خطر الإصابة بالسكري: عدم كفاية النوم يؤدي إلى تغييرات هرمونية قد تزيد من خطر الإصابة بالسكري.
• يعزز صحة البشرة: أثناء النوم، تحدث عمليات إصلاح للأضرار التي تصيب البشرة نتيجة التعرض للعوامل البيئية.
• يحمي من بعض أنواع السرطان: تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين ينامون أقل من ست ساعات ليلاً يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالذين ينامون لسبع ساعات.

عادات نوم صحية

إذا كان الشخص يواجه صعوبة في النوم ويرغب في تحسين نوعية نومه، فمن الممكن اتباع بعض العادات المفيدة التي تعزز من الاسترخاء والنوم الجيد. إليك بعض الاقتراحات:

• تحديد موعد للنوم مبكرًا بما يكفي للحصول على ما لا يقل عن سبع ساعات من النوم.
• عدم الذهاب إلى السرير إلا عند الشعور بالنعاس.
• إنشاء روتين منظم لموعد النوم والاستيقاظ، والحرص على أن يكون في نفس الأوقات تقريبًا يوميًا.
• تأمين بيئة مناسبة للنوم: يجب أن تكون غرفة النوم هادئة، مريحة، مظلمة، وبدرجة حرارة مناسبة.
• تجنب التعرض للضوء الساطع في المساء.
• إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية قبل ثلاثين دقيقة على الأقل من النوم، وعدم إدخال الحاسوب أو التلفاز في غرفة النوم.
• تناول وجبة خفيفة صحية عند الشعور بالجوع مع تجنب الوجبات الثقيلة وغير الصحية.
• ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
• اتباع نظام غذائي متوازن وصحي.
• تجنب الكافيين قبل النوم بفترة لا تقل عن ست ساعات.
• طلب المشورة الطبية في حال استمرار مشكلات النوم.

اضطرابات النوم

نستعرض فيما يلي بعض أنواع اضطرابات النوم:

• الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم: تعريف هذه الحالة هو حدوث توقف متكرر عن التنفس أثناء النوم، ريم تسبب هذه الحالة تداخلات مجرى الهواء العلوي أو فشل الدماغ في السيطرة على التنفس، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم.
• الأرق: يتمثل في عدم القدرة على الحصول على قسط كافٍ من النوم المريح، وهو اضطراب يعاني منه نحو 10% من البالغين.
• شلل النوم: يُعرف بعدم القدرة المؤقتة على الحركة أو التحدث أثناء الانتقال إلى حالة اليقظة، حيث يكون الشخص واعيًا ولكنه غير قادر على التحرك.
• متلازمة تململ الساقين: يقصد بها الشعور بالانزعاج والرغبة الملحة لتحريك الساقين، وهي حالة يمكن أن تصيب الأفراد من جميع الأعمار ولكنها أكثر شيوعًا بين النساء، خصوصًا أثناء الحمل.