تُعتبر الموشحات الأندلسية من الفنون الأدبية الراقية التي تحمل دلالات ثقافية كبيرة، حيث أثرت بشكل عميق في عصرها واستمرت في تأثيرها حتى العصور اللاحقة. فيما يلي نستعرض أهم جوانب هذه الأهمية:
تظهر الأهمية اللفظية للموشحات من خلال النقاط التالية:
فالابتعاد عن تلك الألفاظ يسمح للقارئ بمتعته في استيعاب معاني القصيدة بوضوح.
ويساهم ذلك في إثراء الموشحات بقيمة أدبية كبيرة.
حيث يتم تجسيد هذا الجمال من خلال صور فنية بديعة.
برزت الأهمية الموسيقية للموشحات في النقاط التالية:
تتميز الموشحات الأندلسية بتناولها لمجموعة متنوعة من الأغراض الشعرية، ومن أبرز هذه الأغراض:
يُعتبر الغزل أحد أهم الأغراض الشعرية في الموشحات، حيث يتربع على قمة الفنون الشعرية الأندلسية، ومن أشهر شعراء هذا اللون: الأعمى التطيلي وابن سناء الملك.
يعد المديح من الأغراض الشعرية العريقة التي تناولها الشعراء منذ العصر الجاهلي، ولم يكن العصر الأندلسي بعيدًا عن ذلك. فقد استغل الشعراء هذا المدح للوصول إلى مكافآت الأمراء والملوك، ومن أبرز شعراء هذا النوع: لسان الدين بن الخطيب.
تميزت الموشحات الأندلسية بتنوع أساليبها، مما أضفى عليها حيوية وقيمة أدبية، وذلك كما يلي:
تُعتبر الموشحات الأندلسية جزءًا رئيسيًا من التراث الثقافي الأندلسي. وفيما يلي بعض من أبرز هذه النماذج:
هَل دَرى ظَبيُ الحِمى أَن قَد حَمى
قَلبَ صَبٍّ حَلَّهُ عَن مَكنَسِ
فَهوَ في حَرٍّ وَخَفقٍ مِثلَما
لَعِبَت ريحُ الصَبا بِالقَبَسِ
يا بُدوراً أَطلَعَت يَومَ النَوى
غُرَراً تَسلُكُ بي نَهجَ الغَرَر
ما لِنَفسي وَحدَها ذَنبٌ سِوى
مِنكُمُ الحُسنُ وَمِن عَيني النَظَر
أَجتَني اللَذّاتِ مَكلومَ الجَوى
وَإِذا أَشكو بِوَجدي بَسَما
كَالرُبى وَالعارِضِ المُنبَجِسِ
إِذ يُقيمُ القَطرُ فيهِ مَأتَما
وَهيَ مِن بَهجَتِها في عُرُسِ
مَن إِذا أُملي عَلَيهِ حُرَقي
طارَحَتني مُقلَتاهُ الدَنَفا
تَرَكَت أَجفانُهُ مِن رَمَقي
أَثَرَ النَملِ عَلى صُمِّ الصَفا
وَأَنا أَشكُرُهُ فيما بَقي
لَستُ أَلحاهُ عَلى ما أَتلَفا
فَهوَ عِندي عادِلٌ إِن ظَلَما
وَعَذولي نُطقُهُ كَالخَرَسِ
لَيسَ لي في الأَمرِ حُكمٌ بَعدَما
حَلَّ مِن نَفسي مَحَلَّ النَفَسِ
غالِبٌ لي غالِبٌ بِالتُؤَدَه
بِأَبي أَفديهِ مِن جافٍ رَقيق
ما عَلِمنا قَبلَ ثَغرٍ نَضَّدَه
أُقحُواناً عُصِرَت مِنهُ رَحيق
بحيث انعطف البانُ
قويمُ القدِّ فتَّانُ
وللقامات أغصان
وفي الأرداف كثبان
رويداً أيها السَّاقي
فإنِّي بك سكران
وهذا قدّك النشوا
من عينيك نشوان
فلي من روضك الزاهي
بروض الحسن بستان
فمن وجنتك الوَرْدُ
ومن قامتك البان
ومن عارضك المخضرّ
لي رَوحٌ وريحان
وفي فيك لنا خمرٌ
وأنت الخمر والحان
وإنِّي لجنى ريقتك
العذبة ظمآن
جنود منك في الحب
على قتليَ أعوان
فمن جفنيك صمصام
ومن قدّك مرّان
نعم في طرفك الموقظ
وجدي وهو وسنان
وما أنتَ كمن يُسلى
وما لي عنك سلوان
وجنّات دخلناها
فقلنا أين رضوان
وفيها من فنون الحُ
سن في الدَّوحة أفنان
وفيها اختلفت للأز
هر أشكال وألوان
فللنرجس أحداقٌ
كما للآس آذان
وهذا الأقحوان الغضُّ
تبدو منه أسنان
وقد حضّ على شرب
المدام الصّرف ندمان
وطافت بكؤوس الراح
والراحات غلمان
وطاسات من الفضة
فيها ذاب عقيان
فما وسْوَسَ للهمِّ
بصَدْر الشَّرب شيطان
خليليَّ منْ يَجْزَعْ فإنّيَ جازعُ
خليليَّ مَنْ يَذْهَل فإنّيَ ذاهلُ
وفي ذلك القبرِ المُقدَّسِ تُرْبُهُ
عَفَافٌ وإقدامٌ وحَزْمٌ ونائِلُ
دعاني أسِيّاً واسْلُوا إنْ قَدَرْتُما
نَبا مِسمَعي عما تقُولُ العواذِلُ
فؤاديَ خَفَاقٌ ودَمْعيَ ساجِمٌ
ولُبّيَ مَخْبُولٌ وَجِسْمِيَ ناحِل
نَعَوْهُ فقلتُ الآنَ واللهِ أصْبَحت
معالمُ هذا الدينِ وَهْيَ مَجَاهل
وضَمَّ النّدَى يا لهفَ نَفْسِيَ مَلْحَدٌ
سَقَتْهُ فَرَوَّتْهُ السَّحابُ الهَوَاطِل
وَعَهْدِي به طَوْداً إذا عَقَدَ الحُبَا
وبحراً إذاً التفتْ عَلَيْهِ المحَافِل
فواعجبا للنَّعْشِ كيفَ أَطاقَهُ
وقد حَمّلُوهُ فوقَ ما هُوَ حامل
عليك سلامُ الله أَسْلِمْت للْبِلى
فما بَلِيَتْ إلاّ العُلا والفواضل
وذكرُكَ معْمورٌ به كلُّ مَنْزِلٍ
فبشراك أنْ تَبْقَى وتَفْنى المآهل
سراجَ العُلا وابنَ الحماةِ ذِمارَهُمْ
وهل أنتَ ليْ مصغٍ فها أنا قائل
أبُوكَ أبو العَلْيا أُتيحَ له الرّدى
وفيكَ لعمرُ الفضْلِ منهُ شمائل
أحدث التعليقات