أهمية المسجد الحرام
تتمثل الأهمية البالغة للمسجد الحرام في قيمته الروحية والمكانة الفريدة التي يحملها في قلوب المسلمين. وفيما يلي نبرز أبرز فضائله:
قبلة العالم الإسلامي
- في البداية، أمَر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأداء الصلاة في بيت المقدس، الذي كانت تمثل القبلة الأولى، والتي كانت أيضًا مشتركة مع اليهود.
- لذا، اقترح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، توجيه قبلة المسلمين نحو الكعبة المشرفة، حيث أراد الله سبحانه وتعالى أن يُرضي نبيه، وجعل القبلة للمسلمين هي بيت الله الحرام.
- وقد قال الله عز وجل: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء، فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَحَيْثُمَا كُنتُم فَوَلُّوا وَجُوهَكُمْ شَطْرَهُ، وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّه الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ، وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).
تشديد الرحال إلى المسجد
- أخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، ويأتي المسجد الحرام في المقدمة.
- وبذلك، يُعد المسجد الحرام المكان الذي يتوجه إليه المسلمون من مختلف أنحاء العالم.
مضاعفة الأجر والفضل
- يُضاعف الله سبحانه وتعالى الأجر والثواب للحجاج والمصلين بالمسجد الحرام.
- فقد أكد النبي أنه يُعادل ثواب الصلاة في المسجد الحرام 100 ألف صلاة مقارنة بالصلاة في أي مسجد آخر.
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي هذا، أفضل من ألف صلاة في غيره من المساجد، باستثناء المسجد الحرام، حيث إن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة صلاة في مسجدي هذا).
أول بيت وُضع للعبادة
- يعتبر المسجد الحرام من أقدس الأماكن التي خُصصت لعبادة الخالق.
- وُضع الأساس للمسجد الحرام أولاً، ثم بُني المسجد الأقصى بعد حوالي أربعين عاماً، مما يجعله أول بيت من بيوت الله على الأرض.
محطة بداية الإسراء والمعراج
- يُعتبر المكان نقطة الانطلاق في رحلة الإسراء والمعراج التي قام بها النبي من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.
مناسك الحج والعمرة
- يتوجه المسلمون لأداء فريضة الحج والعمرة في هذا المكان المقدس، حيث يتجمع فيه الغني والفقير، ليظهروا الوحدة أمام الله.
- قد طهر الله المسجد الحرام بشكل خاص، كما جاء في القرآن الكريم: (وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرَّكَّعِ السُّجُودِ).
- يقدم المسجد الحرام الأمان لكل من يدخل إليه، حيث يُحرم فيه القتال، وقنص الحيوانات، وقطع الأشجار، كما يُمنع دخول المشركين.
تسمية المسجد الحرام
يجهل العديد من المسلمين سبب تسمية المسجد الحرام بهذا الاسم.
- وورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة: (إنَّ هذا البلدَ حرَّمَه الله يوم خلقَ السماواتِ والأرض، فهو حرامٌ بحرمةِ اللهِ إلى يومِ القيامة).
- ولم يُحل القتال فيه لأحدٍ قبلي، ولم يُحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمَةِ اللهِ إلى يوم القيامة، لا يُنزع شوكه، ولا يهجر صيده، ولا يُلتقط لقطته إلا من عرّفها، ولا يُختَلَي خلاه.
- فقال العباس: يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لقينهم وبيوتهم، فقال: إلا الإذخر.
- من هذا الحديث يمكن فهم سبب تسمية المسجد الحرام؛ إذ حرم الله فيه القتال.
- كما حرم الله قطع الأشجار أو صيد الطيور، أو أي أعمال تؤدي إلى التخريب.
لذا، يمكنكم معرفة المزيد عن:
آداب دخول المسجد الحرام
نظرًا لأهمية المسجد الحرام، هناك آداب ينبغي على المسلم الالتزام بها قبل دخول هذا المكان المبارك:
- يحظر دخول المسجد الحرام على من لا ينوي أداء الحج أو العمرة، لتفادي الازدحام في هذا المكان المقدس.
- يجب أن يكون المسلم طاهرًا ومتوضئًا، لأنه يقف في بيت الله للصلاة والعبادة.
- يُفضل تجنب تناول الثوم أو البصل أو أي أطعمة ذات رائحة كريهة قبل الدخول.
- يُستحب أداء ركعتين تحية للمسجد عند الدخول قبل الطواف.
- الإكثار من الدعاء والاستغفار طوال فترة الزيارة.
- ينبغي تجنب الزحام عند الحجر الأسود.
- يجب ترديد دعاء دخول المسجد الحرام.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخَل أحدكم المسجدَ فلْيسَلِّم على النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وليقل: اللَّهمَّ افتَحْ لي أبوابَ رحمتِك، وعند الخروج فلْيسَلِّمْ على النَّبيِّ وليقل: اللَّهمَّ أجِرْني مِن الشَّيطانِ الرَّجيم».
- كذلك ورد عن رسول الله أنه كان يقول عند دخول المسجد: «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم».
أحدث التعليقات