أهمية المال في الإسلام ووظيفته تظهر في عدة جوانب، فالشريعة الإسلامية لها أحكام لإنفاق المال والحصول عليه، فالمال هو وسيلة الهدف منها أن يستمر الإنسان في الحياة، وتتم تلبية احتياجاته بكافة أنواعها سواء كان إنفاق أو ادخار، ويمكن أن نبين حكم إنفاق المال في الإسلام وأهميته من خلال موقع سوبر بابا.
المال هو الوسيلة الأولى في الحياة وما يحصل عليه أو ينفقه، وهناك ضوابط وضعتها الشريعة الإسلامية لكسب المال وإنفاقه.
رأي الإسلام في المال واضح للمسلمين، لأنه وسيلة لتحقيق أهداف معينة وليس غاية، ويعد المال من الخيرات لو امتلكه شخصًا مؤمنًا وقام بإنفاقه في أعمال الخير ليحقق به حسنات في الدنيا وفرحة في الآخرة.
اقرأ أيضًا: من أول من ولي بيت المال
هناك عدة تعريفات وردت عن العلماء وأهل العلم حول تعريف المال، يمكن أن نذكر منا ما يلي:
تختلف نظرة الإسلام للمال عن غيره، فإن المال في الإسلام له وظائف نبيلة، يمكن بيانها فيما يلي:
يعد من أهم وظائف المال، لأن المسلم ملزم بتوسعة المال على أهله بشكل عام، وتحديدًا في المناسبات الدينية مثل شهر رمضان والأعياد كعيد الفطر وعيد الأضحى، ومن الأمور المميزة التي تحدث في شهر رمضان على وجه التحديد هو توسيع رزق المسلمين من الله.
تكمن أهمية المال ووظيفته في الإسلام في إغناء الورثة عن السؤال، وذلك بفرض النفقة على الأولياء، فإن الدين حثهم على ترك من المال ما يغني ويكفي الورثة من بعدهم.
فقد جاء في الحديث عن سعد بن وقاص-رضي الله عنه- قال: “جَاءَنَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَعُودُنِي مِن وجَعٍ اشْتَدَّ بي، زَمَنَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَقُلتُ: بَلَغَ بي ما تَرَى، وأَنَا ذُو مَالٍ، ولَا يَرِثُنِي إلَّا ابْنَةٌ لِي، أفَأَتَصَدَّقُ بثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: لا، قُلتُ: بالشَّطْرِ؟ قَالَ: لا، قُلتُ: الثُّلُثُ؟ قَالَ: الثُّلُثُ كَثِيرٌ، أنْ تَدَعَ ورَثَتَكَ أغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِن أنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، ولَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فِي امْرَأَتِكَ“.
اقرأ أيضًا: أول عملة إسلامية
من أهم المنافع التي يُسخّر فيها المال هي المحافظة على الأسرة والمجتمع، أن ينفق الشخص ماله على أولاده وزوجته، وعلى أقاربه والمحتاجين، وهو من أعظم الإنفاق.
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: “أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ (6) لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7) سورة الطلاق.
عن أبي هريرة- رضي الله عنه وأرضاه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “دينارٌ أنفقْتَهُ في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقتَهُ في رقَبَةٍ، ودينارٌ تصدقْتَ بِهِ على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقتَهُ على أهلِكَ، أعظمُهما أجرًا الذي أنفقْتَهُ على أهلِكَ“.
يعد المال فتنة من فتن الدنيا، وإنفاق المال في مكانه الصحيح يعتبر هو النجاح لهذا الاختبار، إذ أن المال في يد الشخص فتنة واختبار إما أن ينجح فيها أو لا.
فقال تعالى: “وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ” الأنفال/28 وهذا يعني أنه امتحان واختبار من الله تعالى.
سوف يحاسب المرء على هذا المال لأنه سوف يسأل يوم القيامة من أين لك المال وفيما أنفقته، فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في قرآنه الكريم ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ سورة التكاثر/ 8، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم:“ لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ.”
عدم إنفاق المال يعني عدم الوصول إلى غاية الإسلام من المال، لأن المال ما هو إلا وسيلة من وسائل الإسلام لنشر الخير في الدنيا، وهو أحد الوسائل التي تحث المسلم على الإيمان بالله.
من امتنع على إنفاق ماله في الدنيا فسوف يشهد على نفسه يوم القيامة أنه عصى أمر الله، وأنه يخالف ما جاء في الإسلام، وأن إيمانه بالله كان ضعيفًا.
ليس للمرء حق في احتكار المال في الأنظمة الرأسمالية، وهذا فرض من فروض الإسلام وهو الزكاة وتحريم الاحتكار، وحماية حقوق المستضعفين والفقراء من خلال المال العام، وللمال حقًا آخر أشار له علماء الدين وهو الصدقة.
اقرأ أيضًا: ما حكم الدين في أرباح عملة البيتكوين
يرى الإسلام أن المال وسيلة الحياة، ومن خلاله يتبادل الناس منتجاتهم وتجارتهم، وينفقون من خلاله على احتياجاتهم والأعمال التي يقومون بها والمتاع الذي يستفيدون منه بسبب المال.
لقد وصف الله تعالى المال بأنه زينة الحياة الدنيا في قوله: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)“.
يرى الإسلام أيضًا أن المال يدفع إلى حب الرغبة في الحصول عليه، وهذه من الدوافع الفطرية التي تخلق وتنمو مع الإنسان منذ ولادته بقول الله تعالى: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾.
الإسلام يرى أن أشد غرائز الإنسان قوة هي الاقتناء والنسل، بسببهم يستمر بقائه في الدنيا، فغريزة الامتلاك هي ما تدفعه إلى السعي بحثًا عن المال دائمًا حتى يحصل عليه وينفقه في احتياجاته.
يقول الله -عز وجل- في كتابه العزيز ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾. سورة آل عمران/14
نرى في الآية أن الإسلام يثبت وجود هاتين الغريزتين داخل الإنسان، وفي حقيقة الأمر أن المال ليس ملكًا لصاحبه، وإنما هو رزق من الله عليه.
فقد قال سبحانه وتعالى ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾، ويد مالك المال هي خير وديعة استودعها الله للإنسان بقوله تعالي في كتابه الكريم ﴿وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾.يجب على الإنسان أن ينفق المال في المكان الصحيح، ويقوم بإنفاقه فيما أحله الإسلام، فينفق المرء منه ما يلزم في الإنفاق مثل حاجة الإنسان للشراء والتجارة وغيرها من مسائل الحياة.
تعد وظائف المال في الإسلام من المسائل التي يجب الانتباه إليها عند إنفاق المال أو الحصول عليه، فالمرء سوف يُسئل عما ينفق يوم القيامة، وعن الطريقة جلب هذا المال.
أحدث التعليقات