أهمية العمل التطوعي في حياة الصحابة

أهمية العمل التطوعي في حياة الصحابة الكرام

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم مدرسةً تربويةً، حيث غرس في صحابته الكرام قيم البذل والعطاء. لقد كان قدوةً في حب العمل التطوعي، فشارك في شتى أنواع العطاء مثل الصدقات والمساعدات. وبناءً على ذلك، أصبح الصحابة مثالاً يُحتذى به لما يتمتعون به من هذه الخصائص الحميدة، حيث بذلوا حياتهم وأموالهم وطاقاتهم في سبيل مساعدة الآخرين.

نماذج ملهمة من تطوع الصحابة رضي الله عنهم

هنا بعض الأمثلة التي تُظهر روح التطوع في حياة الصحابة:

  • قال أنس بن مالك رضي الله عنه: “قدم قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه أن يرسل معهم رجالاً لتعليمهم القرآن والسنة، فاستجاب لهم وبعث سبعين رجلاً من الأنصار، الذين عُرفوا بالقراء، ليقوموا بتعليم القرآن ثم كانوا يجلبون الماء إلى المسجد ويجمعون الحطب ليبيعوه ويقوموا بشراء الطعام للفقراء.”
  • كان “جعفر بن أبي طالب” رضي الله عنه، المعروف بلقب أبي المساكين، يقوم بإطعام المحتاجين تطوعًا دون انتظار مقابل.
  • “عبد الرحمن بن عوف” رضي الله عنه تطوع بمبلغ أربعين ألف دينار للفقراء، بالإضافة إلى تبرعه بأربعمائة ألف دينار لتوزيعها على المهاجرين وأمهات المؤمنين.
  • “طلحة بن عبيد الله” الذي قام ببيع أرضه وتصدق بثمنها على المحتاجين من المسلمين.
  • وذكر “الهيثم بن نصر الأسلمي” رضي الله عنه أنه تطوع في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال إحضار الماء له من بئر أبي الهيثم.
  • أما علي بن أبي طالب، فقد قدّم نفسه ليكون وكيلاً لاسترداد أمانات قريش يوم الهجرة.

مساهمات الصحابيات رضوان الله عليهن

ولم تكن الصحابيات أقل عطاءً في مجالات التطوع، إذ كانت لهن مواقف مشرفة تشمل:

  • رفيدة الأنصارية، التي أسست أول مستشفى ميداني في الإسلام، حيث كانت تعالج الجرحى وتكرّس حياتها لهذا الغرض النبيل.
  • تطوعت عائشة أم المؤمنين وأم سليم بنقل الماء وإرواء عطشى المقاتلين خلال الحروب.
  • “أسماء بنت أبي بكر الصديق” التي قامت بحمل الطعام والماء إلى رسول الله وصديقها أبو بكر أثناء اختبائهما في جبل ثور بجنوب مكة.
  • الصحابية “نسيبة بنت كعب بن عوف المازنية”، التي شاركت في المعارك لتداوي الجرحى وتروي عطشى المجاهدين.
Published
Categorized as إسلاميات