أهمية الصلاة في الإسراء والمعراج
تظهر أهمية الصلاة بوضوح كعمود أساسي في الدين، وهو ما عبر عنه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- قائلاً: (رأْسُ هذَا الأمر الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ، وذِروةُ سنام الجهاد). وقد أمر الله -تعالى- بالصلاة من علو سبع سماوات، عند سدرة المنتهى، مما يدل على عظم مكانتها وأهميتها في نظر الله -تعالى-. هذا الأمر جاء بلا وساطة، حيث فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج، لتجسد للمسلمين قيمتها العالية. يؤدي المسلمون خمس صلوات يومياً، مما يعكس تواصلهم مع ربهم من خلال العبادة القلبية واللفظية والفعلية، ويزيلون ما علق بهم من الذنوب بين كل صلاة والتي تليها. وقد وجه الله -تعالى- التحذير من ترك الصلاة أو التهاون فيها، فهي آخر وصية أوصى بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (الصَّلاةَ وما ملكت أيمانُكم).
فرض الصلاة ليلة الإسراء والمعراج
روى الأنصاري أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن الصلاة فرضت على النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الإسراء بواقع خمسين صلاة، ثم تم تخفيضها إلى خمس صلوات، وبعد ذلك نادى الله -تعالى-: “يا محمد، إن قوله لا يتبدل، وإن لك بهذه الخمس خمسين”. وقد فرضت الصلاة في تلك الليلة المباركة، حيث جاء جبريل -عليه السلام- صباح تلك الليلة ليعلم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أوقات الصلوات، فكان يصلي معه وليصلِي النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمسلمين، دون أن يستطيع أحد رؤيته. وقد بدأت صلوات النبي بأداء صلاة الظهر التي علمها له جبريل -عليه السلام-.
مكانة الصلاة في الإسلام
تحظى الصلاة بمكانة رفيعة في الإسلام وأهمية بالغة، وإليك بعض النقاط التي تشير إلى ذلك:
- تعتبر الصلاة عماد الدين وأساسه، فإن سقطت سقط ما بعدها، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رأْسُ هذَا الأمر الإسلام، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ، وذِروةُ سنامِه الجهاد، لا ينالُه إلَّا أفضلُهُم).
- هي أول عمل ستتم محاسبة العبد عليه يوم القيامة، فإن صلُحت صلُحت باقي أعماله، وإن فسدت فسد باقي عمله، كما ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإِنْ صلَحَتْ صلَحَ له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ فَسَدَ سائرُ عملِهِ).
- تمثل آخر ما يبقى من العبادات في هذا الدين، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرَى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فأوَّلُهنَّ نقضًا: الحُكمُ وآخِرُهنَّ: الصَّلاةُ).
- كانت الصلاة توصية النبي الأخيرة قبل وفاته، حيث قال: (الصَّلاةَ وما ملكت أيمانُكم).
- مدح الله -عز وجل- عباده الذين يحرصون على الصلاة ويأمرون غيرهم بها، كما قال -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِسماعيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا* وَكانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّا)، وفي المقابل ذمّ الله المفرطين في الصلاة، كما جاء في قوله: (فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا).
- الأمر بالصلاة جاء من العلاء، من فوق سبع سماوات، دون وساطة جبريل -عليه السلام-. وقد كانت في بادئ الأمر خمسين صلاة، ثم تم تخفيضها إلى خمس صلوات مع أجر خمسين.
- تعتبر الصلاة بداية ونهاية لأعمال المفلحين، حيث قال -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، واختتم الله صفاتهم بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ).
- تُعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ).
أحدث التعليقات