أنواع السفر في الإسلام

تتوزع أنواع السفر في الإسلام إلى عدة فئات وفقًا للأحكام الخمسة، والتي سنوضحها كما يلي:

• السفر الواجب: ويتضمن السفر لأداء فريضة الحج أو العمرة الواجبة، أو في سبيل الجهاد، أو كما ورد عن ابن العربي، الهجرة إلى بلاد يسودها السلام هربًا من الفتنة أو الأذى.
• السفر المباح: مثل سفر الشخص للعمل في طاعة كالتجارة أو لأغراض أخرى مباحة تشمل السياحة والعلاج.
• السفر المستحب أو المندوب: كالسفر لأداء نوافل الأعمال مثل العمرة أو الحج، أو الجهاد تطوعًا، أو زيارة المساجد الثلاثة، أو طلب العلم، والفقة في الدين، ودعوة الناس إلى الله، أو لزيارة الأقارب وصلة الأرحام.
• السفر المكروه: مثل السفر بمفرده، حيث قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار راكب بلًا نهارًا وحده”.
• السفر المحرم: كالسفر للتجارة بالمحرمات أو لارتكاب الفواحش، أو سفر المرأة بمفردها دون محرم.

خصائص السفر

هناك عدة خصائص وأحكام تميز السفر، والتي سنوضحها فيما يلي:

• أباح الله للمسافر قصر الصلوات الرباعية إلى ركعتين، وفتح له إمكانية الجمع بين الصلوات مثل الجمع بين الظهر والعصر أو المغرب والعشاء.
• سمح الله -عز وجل- للمسافر بالإفطار في شهر رمضان، حيث ورد في كتابه الكريم: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
• أباح الله -تعالى- زيادة مدة المسح على الخفين إلى ثلاثة أيام ولياليها.
• حرم الله -تعالى- سفر المرأة دون محرم.

شروط السفر التي تُنظم بها الأحكام

توجد شروط معينة يجب توفرها في السفر لتسري عليه الأحكام، وهي كما يلي:

• يجب أن تكون المسافة بين بلد المسافر والوجهة المقصودة تساوي 81 كيلومترًا على الأقل. وقد ورد عن عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- أن ابن عباس وابن عمر كانا يقصران ويفطران في أربعة برد، وهي ما تساوي 16 فرسخًا؛ حيث قدر المالكية والشافعية الفرسخ بثلاثة أميال هاشمية.
• يجب أن يحدد المسافر وجهته بدقة، فلا يجوز السفر بلا هدف أو تخطيط.
• يجب أن لا يكون هدف السفر شيئًا محرمًا، فإذا كان مسافرًا للمعاصي فلا تصح له الرخص أيضًا لا تقبل صلاته. وقد ذكر العلماء مذاهب مختلفة في هذا الشأن.
• يشترط مراعاة مغادرة العمران للحصول على رخص السفر، وقد تكلم أهل العلم في التعريفات المختلفة للعمران وشروطه، وقد تباينت آراء المذاهب في تفسير هذه النقطة، كما هو موضح في التفاصيل أعلاه.

آداب السفر في الإسلام

توجد العديد من آداب السفر في الإسلام، نذكر بعضها أدناه:

• كتابة الوصية وتدوين الديون وما في ذمة المسافر، حيث ورد عن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنه-: “ما حق امرئ مسلم، له شيء يريد أن يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده”.
• الحرص على توفير احتياجات الأسرة والأبناء أثناء السفر.
• الاستخارة قبل السفر.
• اختيار الصحبة الصالحة والابتعاد عن السفر وحيدًا.
• التوبة النصوح من الذنوب.
• المبادرة للسفر في يوم الخميس كأفضل الأيام.
• طلب الدعاء من أهل الصلاح.
• المحافظة على ذكر الله في السفر والراحة.
• توديع الأهل والحرص على العودة إليهم.
• أداء النوافل والسنن.
• المواظبة على الدعاء، وخاصة في حالات الخوف من العدو أو غيره.
• الحرص على أداء الصلوات في أوقاتها مع الطهارة.
• التوقف للراحة في أماكن مناسبة وليس في الطرق.