أهمية السعي للحصول على المعرفة في الإسلام

معرفة الله وسننه

يعتبر العلم الوسيلة التي تمكن الأفراد من فهم مرادات الله -تعالى- كما وردت في كتابه الكريم وسنة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، بما في ذلك المبادئ والفروع التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الجد والاجتهاد في اكتساب المعرفة. ومن الضروري في سعي طلب العلم الاقتداء بأعمال علماء الأمة وأئمتها.

العلم هو الأساس الذي يتطلبه العمل، حيث قال الله -تعالى-: (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ). العمل بدون علم لا يُعتد به، وقد يؤدي إلى الهلاك، إذ لا يُقبل العمل إلا بمعرفة مستندة إلى العلم، وما يمنحه من بصيرة لمتعلّمه.

طلب العلم فريضة

فرض الإسلام على كل مسلم أن يسعى لطلب العلم، فممارسة الفرائض التي حددها الدين تتطلب معرفة بها، ولا يكون هناك عمل بدون علم، وهذا يشمل جميع الواجبات مثل الصلاة والزكاة والحج وغيرها. يستمر طلب العلم حتى يوم القيامة، حيث إن أداء تلك الفرائض مرتبط باستمرارية العلم. وقد أشار النبي إلى أن طريق العلم هو طريق الجنة، إذ يعدّ العلم أساس قبول الأعمال.

عن أبي الدرداء -رضيَ الله عنه- أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من سلك طريقًا في طلب العلم سهل الله له به طريقًا من الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات والأرض، حتى الحيتان في الماء. إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، والعلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورّثوا العلم. فمن أخذه أخذ حظًا وافرًا).

تطور الأمة

تقوم الأمم على دعائم العلم، وتُبنى عليها. يعود تأثير نهضة المسلمين وسيادتهم إلى تقدمهم بالعلم، وعندما تهجر أي أمة العلم وتُخفق فيه، سيتسبب ذلك في تراجعها وخضوعها للأمم الأخرى.

الوصول إلى رضا الله وتحقيق الأجر والثواب

قال الله -تعالى-: (يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، وقال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ). العلم هو الطريق نحو الجنة، وهو السبيل للحصول على رضا الله، ويُعتبر ميراث الأنبياء. فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ).

العلم طريق من طرق الدعوة إلى الله

يجب على المسلم أن يوجه هدفه ونواياه نحو تعليم الآخرين وتفقيههم في دين الله، ودعوتهم إلى الخير والحق، ومساعدتهم على السير في صراط الله المستقيم. وينبغي الالتزام بما ورد في الآيات القرآنية التي تدعو إلى ذلك. وهذه هي المهمة الأساسية للمعلم: إرشاد النّاس وتنبيههم وتحذيرهم من الجهل والمعصية، بينما تتمثل وظيفة المتعلم في الاستجابة لهذه التحذيرات والعمل بموجبها.

Published
Categorized as إسلاميات