دور الخدمة الاجتماعية في المجتمع

في عالم مليء بالتحديات والظلم، تزداد الحاجة إلى أفراد قادرين على إحداث تغيرات إيجابية في حياة الأفراد والمجتمعات المحلية. ويأتي الأخصائيون الاجتماعيون على رأس هؤلاء الأفراد، حيث أن عليهم مسؤولية تعزيز التغيرات الاجتماعية الإيجابية ودعم جميع الفئات العمرية لتحقيق الرفاهية في بيئاتهم، بالإضافة إلى الدفاع عن حقوق الفئات المهمشة.

وعلى الرغم من أن نطاق الخدمة الاجتماعية واسع ويشمل الفئات الضعيفة والمحرومة من جميع الأعمار، فإن التأثير الإيجابي للأخصائيين الاجتماعيين يتجلى بشكل خاص عند الأطفال. إذ أن غياب التدخلات المناسبة من قبل الأخصائيين الاجتماعيين قد يحرم الكثير من الأطفال من الحصول على الدعم والإرشاد اللازمين لتحقيق حياة مرضية وصحيحة.

المحترفون في مجال الخدمة الاجتماعية

يتطلب ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية أن يتم تسجيل الأخصائيين الاجتماعيين وتأهيلهم من قبل هيئة تنظيمية مهنية. دون هذا التسجيل، لا يمكن اعتبارهم أخصائيين اجتماعيين. على سبيل المثال، كل دولة من الدول الأربعة في المملكة المتحدة لديها هيئة تنظيمية خاصة بها، وضوابط ومعايير مهنية محددة يلزم اتباعها من جميع الأخصائيين الاجتماعيين المعتمدين لديها.

قيم مهنة الخدمة الاجتماعية

بنيت مهنة الخدمة الاجتماعية على مجموعة من القيم الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الأخصائي الاجتماعي، وتشمل:

• الإنسانية: يعمل الأخصائيون الاجتماعيون لتقديم الخدمة للآخرين متجاوزين مصالحهم الشخصية، ويكونون دائمًا مستعدين لتلبية احتياجات عملائهم قبل احتياجاتهم الخاصة.
• العدالة الاجتماعية: تعكس رغبة الأخصائيين الاجتماعيين في تحسين ظروف حياة الفئات الأقل حظًا والأشخاص الذين لا يمتلكون القدرة للدفاع عن حقوقهم.
• احترام كرامة الإنسان: يجب على الأخصائي الاجتماعي، بغض النظر عن خلفيته أو قناعاته، احترام مختلف المعتقدات والأفكار للأشخاص الذين يخدمهم، مع مراعاة الخصوصيات العرقية والثقافية.
• النزاهة: تتطلب من الأخصائيين الاجتماعيين التعامل بصدق مع العملاء ضمن إطار أخلاقي عالٍ، والالتزام بسرية المعلومات إلا في حالات معينة ينص عليها القانون.
• الكفاءة: يتعين على الأخصائي الاجتماعي عدم إساءة تمثيل مهنته أو خبراته، والسعي المستمر لتطوير معارفه ومهاراته، مع الحرص على تقديم إسهامات فعالة في مجاله.