ماء زمزم يعتبر من المياه المباركة، ويُعد من أفضل أنواع المياه الموجودة على وجه الأرض. وفقاً لحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (خير ماءٍ على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعامٌ من الطعم، وشفاءٌ من السقم)، حيث أشار الإمام النووي رحمه الله إلى أهمية ماء زمزم قائلاً: “من شربه لحاجة معينة، نال مراده، وقد أثبت العلماء والصالحون فاعلية هذا الماء في تحقيق احتياجاتهم الدنيوية والأخروية، ولله الحمد والفضل”.
كما ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن ماء زمزم يُعتبر مخصصاً لما يشرب له، فإذا شُرب ليتغلب الإنسان على عطشه، عبر عن خفوت عطشه، وإذا شرب للحد من الجوع، شبع. وقد استشرف بعض العلماء من هذا الحديث أن من تشربه أثناء مرضه للشفاء سيفتدي، ومن كان يعاني من النسيان وشربه للحفظ سيمكنه ذلك، وهكذا مع أي غرض آخر يسعى له الشخص.
ثُبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب من ماء زمزم، ويذكر عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: (سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم، فشرب وهو قائم). ولكن لم يثبت دعاء محدد عنه أثناء شرب ماء زمزم. لذلك، يُستحب للمسلم عند شرب ماء زمزم أن يدعو الله بما يرغب به من خيرات الدنيا والآخرة، مع توجيه نية صادقة في قلبه، وفي هذا السياق، ثُبت عن ابن عباس أنه كان يدعو عند شرب ماء زمزم بالقول: “اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء”.
يُستحب أيضًا للمسلم عند شرب ماء زمزم أن يواجه الكعبة، وأن يذكر اسم الله قبل الشرب، وينفذ ثلاث أنفاس، وينبغي أن يبالغ في الشرب حتى يمتلئ جوفه ويصل الماء إلى أضلاعه، وهو ما يُعرف بالتضلع من ماء زمزم. بعد انتهاء الشرب، يُستحسن أن يثني على الله ويدعو بما شاء من الأدعية.
يتوفر العديد من الأدعية المفيدة التي ذُكرت في السنة النبوية، ويمكن للمسلم توظيفها عند شرب ماء زمزم، ومنها:
أحدث التعليقات