حثّ الله -تعالى- الفتاة المسلمة على ارتداء الحجاب باعتباره غطاءً شرعياً يسهم في حمايتها وصون كرامتها. إن الحجاب يدل على تعظيم المرأة لدينها واحترامها لأوامر الله -تعالى-، حيث يُعتبر وسيلة للحفاظ عليها من الأخطار والنوايا السيئة. تعبر الفتاة التي ترتدي الحجاب عن هويتها كمؤمنة، حيث يتجلى ذلك في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ). يُعد الحجاب حصناً يقي الفتاة من الأذى، ويعكس استقلاليتها وشخصيتها كفتاة مطيعة لأمر الله. إذا ارتدت الفتاة الحجاب، فهي بذلك تقتدي بأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن، كما يُعد الحجاب رمزاً للطهارة، إذ جاء في قوله سبحانه: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ). فالحجاب يبغي حماية العيون من رؤية ما لا ينبغي، ويعزز مفهوم الحياء والغيرة التي فطر الله -تعالى- المرأة عليها والرجل على حد سواء.
لقد فرض الله -تعالى- الحجاب كجزء من مظاهر التقوى والزينة في إطار القيم الإسلامية. وبما أن الإسلام يسعى للتخلص من بعض العادات الجاهلية، فقد وضع شروطاً للحجاب الشرعي، استنبطها العلماء من النصوص القرآنية والمواقف النبوية. وفيما يلي أهم هذه الشروط:
من المستحب أن تبدأ الأسرة المسلمة بتعليم الفتاة ارتداء الحجاب عند بلوغها السنة العاشرة، وذلك لتعزيز القيم المتعلقة بالستر والعفة. يتعين على الفتاة أن تعتاد على الحجاب تدريجياً حتى تبلغ سن الاشتراط. يجب أن تصحب هذه المرحلة أساليب ترغيبية وليس عنفاً، حتى لا تنشأ لديها مشاعر سلبية تجاه الأوامر الشرعية. يكتمل بلوغ الفتاة بمجموعة من العلامات مثل الحيض أو بلوغ الخامسة عشرة أو ظهور الشعر الخشن في منطقة العورة. في حال حدوث أي من هذه العلامات، يتوجب عليها ارتداء الحجاب وأداء الفروض الدينية، حيث قال الله -عز وجل-: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ).
أحدث التعليقات