توجد العديد من العوامل التي ساهمت في تطور المدرسة الطبيعية في نهاية عصر النهضة، حيث كان التعليم يواجه تحديات كبيرة نتيجة التدهور الذي أصابه، بالإضافة إلى تأثير الرفاهية الزائدة وقيم الزهد. كما سادت الاتجاهات الدينية، مما أدى إلى تراجع الحركة الإنسانية.
نشأت فلسفة جديدة تُعرف بالفلسفة الطبيعية، والتي كانت تهدف إلى إعادة إحياء النشاط التعليمي بما يتماشى مع القوانين الطبيعية. وقد تم التركيز على تحفيز التجارب الشخصية والرحلات، ومن هذا السياق، تم الترويج لعدم استخدام العقوبات البدنية، التي تتعارض مع المبادئ الأساسية للفلسفة التي تسعى إلى تعزيز الاستقلالية ورفض أي شكل من أشكال الاستبداد الذي يقيد النمو الشخصي للطفل.
من أبرز الشخصيات التي اهتمت بقضية البعد الإنساني وتعزيز الفلسفة الطبيعية هو جان جاك روسو، الذي أشار في كتابه المعروف “إميل” إلى أهمية الطبيعة في تعزيز نمو الأطفال. وأوضح كيف تؤثر البيئة الطبيعية على تنشئة الطفل بشكل سليم بعيدًا عن القيود التي تفرضها الأنظمة التعليمية التقليدية، وذلك لتأمين التجارب التعليمية التي تلبي احتياجاته وطموحاته. وشدد على ضرورة إزالة الحواجز التي تعترض نمو الطفل وحرية استكشافه.
تعتمد المدرسة الطبيعية على مجموعة من الأفكار الأساسية، منها:
يعتبر ممثلو المدرسة الطبيعية من العلماء الغربيين أكثر تمسكًا بمعتقداتهم، حيث يرون أن اكتساب المعرفة يتم من خلال الحواس، ويعتبر الكاتب مُبلغًا دقيقًا لجميع الملاحظات. وتعبر نظرية المدرسة الطبيعية عن تشاؤم أكبر مقارنة بعلماء المدرسة الواقعية، حيث يُسمح للأفراد باختيار مساراتهم بناءً على رغباتهم، وهو ما لا يتفق عليه العلماء الواقعيون.
يرى علماء المدرسة الطبيعية أن سلوك الفرد مرتبط بالصفات الموروثة أو البيئة المحيطة، أو كليهما، حيث يُثبتون أن الأفراد لا يستطيعون العيش بمعزل عن هذين العنصرين، فالبيئة تلعب دورًا حاسمًا في حياة الأفراد.
كما صور هؤلاء العلماء الأفراد وكأنهم محاصرون في بيئتهم، حيث تركز اهتمامات العلماء الطبيعيين على العناصر الأساسية في الحياة، وتكون لغتهم عادة جافة، بينما تكتسب نظرتهم للحياة طابعًا بائسًا ويكون مزاجهم غالبًا محبطًا، مع نظرة تتسم بالشفقة والإعجاب نحو الأفراد الأقوياء.
أحدث التعليقات