يتفق علماء الاجتماع على أن الإنسان يتمتع بفطرة اجتماعية، فهو كائن خلق ليعيش ضمن جماعة وبيئة يساهم فيها ويحتاج إلى دعمها. داخل هذه البيئة، تنشأ حقوق وواجبات لكل فرد، ويتطلب العيش التفاعل والتواصل مع الآخرين. من هنا، تبرز أهمية التواصل بين الأفراد بمختلف علاقاتهم، سواء كان ذلك بين الأزواج، أو الوالدين وأبنائهم، أو المدراء والموظفين، أو بين الزملاء، حيث يمثل وسيلة للتعبير عن المشاعر والاحتياجات. كما تسلط هذه العلاقات الضوء على المشكلات الناتجة عن سوء التواصل، مما يدفعنا للسؤال: ما هو الاتصال؟ وما مدى فعاليته؟ وما هي أدواته وأشكاله؟
يمكن تعريف الاتصال على أنه التفاعل بين شخصين أو جهتين مختلفتين بهدف نقل معلومات، أفكار، أو مشاعر معينة؛ أو لتغيير المواقف وتحريك الأطراف المعنية نحو تنفيذ حاجة ما.
يُعتبر الاتصال فعالًا عندما يتمكن من نقل أي رسالة، معلومات، طلب، أو أمر ذي غرض وهدف بسهولة ويسر، بحيث يتسنى للطرفين فهم الرسالة واستقبال ما يصدر عن الآخر من أفعال أو أقوال بغرض تحقيق الهدف المرجو. يتميز هذا النوع من الاتصال بالراحة والجدوى لكلا الطرفين، ويعمل على إزالة كافة العقبات والحواجز بينهما، حيث يحدث فقط في أجواء من التصالح والتفاهم، ويتطلب جهدًا مشتركًا من كلا الطرفين لإنجاحه.
يمنح الاتصال الفعّال أهمية كبيرة، تتجلى في عدة نقاط، منها:
يتطلب الاتصال الفعّال أربعة أدوات أساسية تتلخص في:
غالبًا ما يستخدم الناس ثلاثة أنماط من وسائل الاتصال، وهي:
عند استعراض مفهوم الاتصال الفعّال، يتضح أن الكثير مما يتبادله الناس خلال حياتهم قد يكون عديم المعنى أو النفع، حيث يمكنهم حذف معظم الأحاديث دون تأثير كبير على حياتهم. فعلى سبيل المثال، إذا تلقى شخص ما عددًا كبيرًا من الأسئلة دفعة واحدة ودون انتظار الإجابات، يصبح التواصل غير فعّال. يمكن اختصار ذلك بتوجيه سؤال واحد فقط، ويسري ذلك على الكثير من حوارات الناس، التي تعتمد في الكثير من الأحيان على التفاصيل الغير هامة. ومع ذلك، لا تزال هناك حالات من الاتصال الفعّال في الحياة، يتميز بعضها بالتناغم والجاذبية، بينما البعض الآخر قد يكون مزعجًا.
تتضح أهمية لغة الجسد في تعزيز الاتصال الفعّال، حيث تساعد الفرد على التعبير عن نفسه. تشمل لغة الجسد جميع الحركات والإشارات التي يقوم بها الشخص أثناء حديثه، من رأسه حتى قدميه، سواء بوعي أو بدون وعي. يعاني العديد من الأفراد من تحديات في التواصل الفعّال بسبب نقص المعرفة بلغة الجسد. على سبيل المثال، يمكن أن يكون المحاضر الذي يتحدث بنمط صوتي ثابت دون تفاعل مع المستمعين غير فعال في إيصال الرسالة. لذلك، من الضروري على المُرسل أن يكون على دراية بأساسيات لغة الجسد لتعزيز فعالية اتصاله.
أحدث التعليقات