يتحقق الأمن الغذائي عندما يتمكن جميع الأفراد من الوصول إلى الغذاء الكافي والآمن والمغذي، بشكل مادي واجتماعي وفي جميع الأوقات.
عوامل تحقيق الأمن الغذائي
التوافر
- يشمل ضرورة وجود إمدادات غذائية كافية وتجارتها، بما في ذلك جودة الطعام وتنوع أصنافه.
- لزيادة عنصر التوافر، يجب تحسين نظم الزراعة المستدامة وإدارة الموارد الطبيعية بفعالية.
- كما يتطلب الأمر اعتماد سياسات تعزز الإنتاج الغذائي.
الوصول
- يتعلق بتمكين الأفراد من الوصول المادي والاقتصادي إلى الغذاء، مما يتطلب تحسين هذه الإمكانية.
- يجب دعم المزارعين وأصحاب المشاريع الغذائية الصغيرة لزيادة الإنتاج الحيواني ومصادر الغذاء الأخرى.
- هذا سيعكس إيجابياً على زيادة دخلهم من المحاصيل النقدية.
الاستخدام
- تؤثر نوعية الطعام المتناول على صحة الأفراد ونشاطهم البدني وقدرتهم على إنجاز الأنشطة اليومية.
- تتعلق هذه النقطة بتحسين سلامة الغذاء، ووسائل توزيعه بين أفراد الأسرة، وتنويع الأطعمة.
- من المهم تقليل الفاقد والحصول على القيمة الغذائية من الطعام المستهلك.
الاستقرار
- يرتبط مفهوم الاستقرار بتوافر الغذاء الآمن في جميع الأوقات، فقد تطرأ فترات ينخفض فيها الأمن الغذائي.
- يمكن أن يحدث ذلك نتيجة ضعف موسم نمو المحاصيل أو تغيير في ظروف العمل أو عوامل تؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
- هذا يعرض الفئات الضعيفة لخطر الجوع.
انعدام الأمن الغذائي
تظهر هذه المشكلة عند عدم تحقيق الأمن الغذائي، وتنقسم إلى نوعين، هما:
-
انعدام الأمن الغذائي المؤقت: يحدث لفترة قصيرة نتيجة انخفاض مفاجئ في القدرة الإنتاجية.
- أو قد يكون عائقاً للوصول إلى ما يكفي من الغذاء لضمان حالة غذائية جيدة.
-
انعدام الأمن الغذائي المزمن: يحدث لفترات طويلة عندما يفشل الأفراد في تلبية الحد الأدنى لمتطلباتهم الغذائية.
- خلال فترة زمنية طويلة وبدون انقطاع.
أسباب انعدام الأمن الغذائي
- عدم توفر مصادر كافية للمياه أو عدم القدرة على استغلالها بشكل صحيح، أو الاعتماد على المحاصيل التي تحتاج إلى ري بدلاً من تلك التي تعتمد على مياه الأمطار، مما يؤدي إلى إهدار الموارد المائية.
- قلة الأراضي الصالحة للزراعة، أو الاعتماد على زراعات تتأثر بالتغيرات المناخية السنوية.
- زيادة عدد السكان بشكل يفوق قدرة الدولة على الإمداد الغذائي، مما يؤثر سلباً على التوزيع السكاني.
- خصوصاً مع هجرة السكان من القرى إلى المدن، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي.
- زيادة التصحر واستنزاف الأراضي الزراعية بسبب التوسع في البناء والتجريف.
- عدم التنسيق بين القطاعين الصناعي والزراعي، مما يفضي إلى التركيز على القطاع الصناعي وإهمال الزراعة.
- هذا يقلل الإنتاج الزراعي رغم أن الإنسان يحتاج للموارد الزراعية بشكل أكبر.
- كما أن تطوير الإنتاج الزراعي يسهم في دعم الصناعة.
- تغير النمط الغذائي بالدولة مما يقلل من الانتاج الزراعي ويؤدي إلى نقص في القوى العاملة الزراعية.
الأمن الغذائي في الوطن العربي
- يعتبر الأمن الغذائي من أهم التحديات في الوطن العربي، رغم توفر العديد من الموارد الطبيعية مثل المياه والأرض.
- وعلى الرغم من وجود الموارد البشرية، إلا أن القطاع الزراعي لم يحقق الزيادة المطلوبة لتلبية الطلب على الغذاء.
- هذا أدى إلى توسيع الفجوة الغذائية في المنطقة، حيث تضطر الدول العربية لاستيراد أكثر من نصف احتياجاتها الأساسية من المواد الغذائية.
- بلغت الأزمة الغذائية ذروتها عام 2008، مما دفع الدول العربية لزيادة جهودها في تأمين احتياجات الغذاء.
- وتضمن ذلك ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية بمعدل الضعف، مما أثر على الواردات.
- نتيجة لذلك، اتخذت الدول العربية إجراءات استثنائية، مثل دعم أسعار بعض المواد الغذائية.
- وتقليل صادرات السلع الغذائية وإلغاء الضرائب على الواردات.
- بالإضافة إلى رفع أجور العاملين في كافة القطاعات.
الفاو والأمن الغذائي
- وفقا لتعريف منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، فإن الأمن الغذائي يعني توفير الغذاء لجميع الأفراد بالنوع والكمية اللازمة لتلبية احتياجاتهم الغذائية وضمان حياة صحية.
- هذا يختلف عن المفهوم التقليدي الذي يركز على الاكتفاء الذاتي.
- هذا التعريف يتماشى مع التغيرات الاقتصادية الحالية وتحولات التجارة الدولية المرتبطة بالسلع الغذائية.
- زيادة الإنتاج من المحاصيل الزراعية تعتبر من الأسس الرئيسية لتحقيق الأمن الغذائي المحلي.
- نجحت بعض الدول العربية في تحقيق الاكتفاء الذاتي ببعض السلع مثل الخضروات والأسماك، لكن الفجوة الغذائية لا تزال في ارتفاع.
- ازدادت عجز بعض السلع الأساسية مما أدى للدول العربية لاستيراد السلع مثل السكر والزيوت النباتية والحبوب.
- تشكل هذه السلع أكثر من 67% من إجمالي قيمة الفجوة الغذائية الأساسية في عام 2007.
- تتأثر حجم الإنتاج الزراعي والفجوة الغذائية في الوطن العربي بعدة عوامل، مثل صغر المساحات الزراعية وقلة الموارد المائية وسوء إدارتها، بالإضافة إلى تدني كفاءة الري.
- يعاني القطاع الزراعي أيضا من فجوة تكنولوجية، تتمثل في عدم تغطية الأبحاث الزراعية لاحتياجات التنمية.
- كما يعاني من تدني مستوى الثروة الحيوانية في الدول العربية.
أهمية الأمن الغذائي
- تكمن أهمية الأمن الغذائي في تشجيع الأفراد على العمل من أجل الحصول على دخل كافٍ لشراء السلع الغذائية.
- هذا يعود بالنفع على زيادة الإنتاج الزراعي واستثمار المزيد من الأموال وزيادة التنافسية في جميع المجالات.
- يساهم أيضا في رفع مستوى المعيشة للأفراد في المناطق الريفية، خاصة من خلال دعم دور المرأة في العمل الزراعي.
- مما يزيد الدخل الاقتصادي للأسرة الريفية، بينما تؤدي الهجرة من الريف إلى المدن إلى زيادة الاستهلاك وقلة الإنتاج.
- يستمر التعداد السكاني في الارتفاع، وخاصة في الدول النامية، مما يزيد الطلب على السلع الغذائية.
- وهذا يستدعي توفير كميات أكبر من الغذاء في الوقت الذي يبقى فيه معدل الإنتاج ثابتاً.
- إذا لم تسعى الدول لزيادة معدل إنتاج السلع الغذائية، فإن ذلك يهدد نسبة كبيرة من المواطنين بنقص المواد الغذائية، خاصة مع ارتفاع عدد السكان وارتفاع نسبة البطالة.
- نتيجة لذلك، قد يعاني الأفراد من عدم قدرتهم على توفير احتياجاتهم الغذائية.
أحدث التعليقات