أهمية استراتيجيات تخطيط الموارد البشرية

الموارد البشرية

تستند أنشطة جميع المؤسسات والهيئات والشركات في بيئة العمل إلى وجود مجموعة من الموظفين والعاملين في قطاعاتهم الوظيفية المتنوعة. وهذا يساهم بشكل كبير في استمرارية العمل وتحقيق الأهداف التي أُنشئت من أجلها، سواء كانت تهدف إلى تقديم الخدمات أو الإنتاج أو التجارة أو الصناعة التكنولوجية أو الإعلام أو غيرها. يُطلق على كافة هؤلاء الأفراد الذين يشكلون أساس الموظفين والعاملين في هذه المنشآت اسم الموارد البشرية (بالإنجليزية: Human Resource)، حيث يُخصص له قسم إداري خاص في هذه المنشآت لمتابعة كافة الأمور المرتبطة بهم. يمكن تعريف الموارد البشرية بأنها الوسيلة التنظيمية التي تتعامل مع الأفراد العاملين، وترعى شؤونهم مثل التدريب، وتقييم الأداء، والاختيار والتوظيف، والتقاعد، والتعويضات، وغيرها.

تخطيط الموارد البشرية

يُعنى تخطيط الموارد البشرية بتقدير الحاجة المستقبلية للقوى العاملة خلال فترة زمنية محددة، وذلك من خلال إعداد استراتيجيات مناسبة تهدف إلى تلبية هذه الحاجة. يشمل هذا التحليل تحليل الوضع الحالي للعمل ودراسة المواقف السابقة المتوقع حدوثها، واستشراف التغيرات المستقبلية، وتقديم البدائل المحتملة. تُعتبر عمليات تخطيط الموارد البشرية أدوات تساعد المؤسسات على معرفة احتياجاتها المستقبلية من الموظفين، فضلاً عن تنظيم وتخطيط موازنة الوظائف داخل المنشآت، والتعرف على الخصائص والكمية المطلوبة من الموارد البشرية في المراحل المقبلة.

أهمية تخطيط الموارد البشرية

تمثل الموارد البشرية إحدى العناصر الأساسية التي تؤثر في أداء العمل وتحقيق الأهداف التنظيمية، حيث تساهم في زيادة فعالية العمل بشكل عام ودعم إمكانية النمو والتطور لمواكبة التغيرات الديناميكية في احتياجات المجتمع والأفراد. يكمن دور تخطيط الموارد البشرية في عدة جوانب، منها:

  • توقع الحاجات النوعية والكمية للقوى العاملة.
  • تطبيق الاستخدام الأمثل للموارد البشرية المتاحة والسعي لتطوير قدراتها.
  • المساهمة في معالجة القضايا المتعلقة بإدارة الموارد البشرية والاهتمام بتصحيحها قبل تفشيها.
  • توفير بيانات دقيقة لدعم العديد من الأنشطة والعمليات المرتبطة بالموارد البشرية.
  • مساعدة الموظفين على تحقيق أهدافهم من خلال تعيينهم في الوظائف المناسبة بما يتوافق مع قدراتهم.

مراحل تخطيط الموارد البشرية

يتطلب تطبيق تخطيط الموارد البشرية المرور بثلاث مراحل رئيسية، وهي:

  • تحديد القوى العاملة المتاحة: يتضمن معرفة الكمية المتاحة من الموارد البشرية عبر القيام بما يلي:
    • دراسة الوضع الراهن للموارد البشرية من خلال تصنيفهم إلى فئات مثل: الموظفين في المكاتب، والعاملين المهرة أو المبتدئين، وإدارة المستويات المختلفة، ثم تحديد خصائص كل فئة بما في ذلك الكفاءة والخبرة والمستوى الأكاديمي.
    • تقدير عدد العناصر التي ستنضم إلى كل فئة، سواء عبر الترقية أو الحاجة للتدريب.
    • توقع عدد العناصر التي يمكن أن تتوفر خلال فترة خطة العمل.
  • تحديد الحاجات: يتطلب هذا تقدير حجم الحاجات من خلال فهم عبء العمل، من خلال متابعة تأثير كافة المتغيرات التنظيمية والتكنولوجية المحتملة. ويجب دراسة طبيعة العمل المطلوب تقدير حاجته من القوى العاملة، حيث يتوجب على المنشآت تحديد حاجاتها من الموارد البشرية لتسهيل تنفيذ النشاطات المطلوبة بأقل تكلفة وأفضل الطرق. عندما تواجه المنشأة أخطاء في تحديد حاجاتها، يُعزى ذلك إلى عدم تناسب القوى العاملة مع الوظائف المتاحة، مما يؤدي إلى عدم استقرار بيئة العمل. يتضمن تحديد الحاجات ما يلي:
    • إعداد تقارير عن المواقع الوظيفية للفئات المختلفة، والتأكد من أن الموظفين المؤهلين يتناسبون مع الشروط اللازمة.
    • معرفة العدد الإضافي المطلوب للمواقع الوظيفية وتيسير تنظيم الهيكل الإداري باستخدام تقنيات حديثة مثل أجهزة الكمبيوتر.
    • تحليل المواقع الوظيفية التي يمكن الاستغناء عنها بسبب الاعتماد على التقنيات الحديثة وإعادة تقييم المهام والوقت المحدد لكل منها.
    • تحديد مقدار النقص أو الزيادة في كل فئة من فئات العمل.
    • دراسة المواقع الوظيفية المتاحة للموظفين الجدد مع مراعاة الإمكانيات المالية للمنشأة.
  • التوفيق بين الحاجات والقوى العاملة المتاحة: يتطلب ذلك تنفيذ النقاط التالية:
    • معرفة الفروقات النوعية بين كل فئة من فئات القوى العاملة.
    • تطبيق إجراءات التصحيح المناسبة، سواء من خلال الانتقالات الداخلية أو الترقيات بين الموظفين.
    • إنشاء برامج خاصة بالعمل تهدف إلى جذب موظفين جدد.

أهداف تخطيط الموارد البشرية

يهدف تخطيط الموارد البشرية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، بما في ذلك:

  • فهم الحاجات الحقيقية المرتبطة بالمهام والنشاطات المرتبطة بالوظائف.
  • تجميع معلومات عن جميع التخصصات الأكاديمية والمهنية الخاصة بالموظفين وضمان توافقها مع متطلبات العمل.
  • توفير المعلومات الضرورية لدعم اتخاذ القرارات المتعلقة بالموارد البشرية.
  • تطبيق برامج متخصصة لتدريب القوى العاملة.
  • إعداد الميزانية الخاصة بالموارد البشرية، مما يسهم في توفير رواتب وتقليل الأعباء على الميزانية.

فوائد تخطيط الموارد البشرية

تحقق المنشآت فوائد عدة من خلال اعتمادها على تخطيط الموارد البشرية، ومن أبرز هذه الفوائد:

  • مساعدة المنشأة على وضع خططها وتحديد أهدافها بوضوح.
  • تنسيق الهيكل الوظيفي مع الهيكل التنظيمي بشكل فعال.
  • إسهام في تطوير كافة السياسات المرتبطة بالموارد البشرية.
  • تحقيق أقصى استفادة من جميع الموارد البشرية المتاحة.
  • الالتزام بتطبيق الخطط الإنتاجية بشكل مستمر.
  • تقليل نسبة البطالة المقنعة في المجتمع.
  • المساهمة في تقليل العجز في القوى العاملة المتاحة.
  • السعي لوضع موازنات وخطط خاصة بالمكافآت والأجور.
  • مشاركة في توزيع الموظفين والعاملين على مختلف مواقع العمل.
Published
Categorized as معلومات عامة