على مر الزمن، تطور مفهوم المنطق من الصورة التي قدمها أرسطو، والمعروفة بالمنطق الصوري، إلى دستورية جديدة تُعرف بالمنطق الرياضي. هذا الأخير يعتمد على المناهج الحسابية والرموز للإشارة إلى القضايا والعمليات الحسابية، مما يجعله تطورًا ملموسًا عن المنطق الصوري. وفيما يلي سنستعرض أهمية المنطق الرياضي بشكل أكثر تفصيلًا:
يبدأ المنطق الرياضي بتحليل العبارات وتعبيرها عن طريق الرموز، حيث يتم أيضًا التعبير عن العلاقات بين العبارات باستخدام الرموز. بعد ذلك، تُطبق قواعد الاستدلال على هذه الرموز. يُعتبر هذا المنطق الرياضي امتدادًا للمنطق الفلسفي وكذلك للرياضيات.
يفهم الكمبيوتر، أو الحاسب الآلي، ويعمل وفق مجموعة ضخمة من الرموز التي تتمحور حول معاني وعلاقات معينة. هذه الرموز تتبادل داخليًا داخل وحدة المعالجة المركزية. تعتمد آلية عمل الكمبيوتر بشكل أساسي على علاقتي النفي والإثبات، حيث يرمز النفي إلى 0 والإثبات إلى 1.
من خلال استخدام العديد من الرموز، يبدو لنا أن الكمبيوتر يفهمنا ونفهمه. السر في ذلك هو ما يُعرف بـ (البرمجة)، والتي تعتبر مبنية على المنطق الرياضي. تمامًا كما يقوم المنطق الرياضي بتحويل القضايا والعلاقات إلى رموز، فإن البرمجة تتكون من أوامر مكتوبة بلغة رمزية يسهل على الكمبيوتر التعامل معها.
عند الشروع في تصميم لعبة أو برنامج، يعتمد مبدأ العمل الأساسي على عنصرين رئيسيين، وهما:
يكون التعامل مع المشكلة أو المسألة التي سيتم حلها بواسطة البرنامج أو اللعبة وفقًا لهذه الاستراتيجية.
يمكننا أن نجد أن العمليات التي تتيح لنا أن يفهم الكمبيوتر الأوامر التي نعطيها تُعرف باسم “الخوارزميات”. هذه الأوامر تمثل استراتيجيات الحل التي تنتقل من المعطيات إلى النتائج.
وقد سُميت الخوارزميات بهذا الاسم نسبةً إلى العالم المسلم الخوارزمي، الذي يُعتبر مؤسس علم الجبر.
يُعتبر المنطق الرياضي أساسًا للحاسوب، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ حيث نراه في مواقع الإنترنت، في أعمالنا، في الأنظمة البنكية والزراعية والصناعية، وفي استخدامات الكمبيوتر في التعليم والصحة، تقريبًا في جميع مجالات حياتنا. حتى الهواتف الذكية التي نستخدمها هي في جوهرها حواسيب صغيرة بنيت انطلاقًا من المفاهيم المستمدة من المنطق الرياضي.
المنطق هو الأداة التي يعتمد عليها المفكر للحفاظ على سلامة تفكيره وسير أفكاره. كما يُساعد المنطق في التمييز بين القضايا والحجج الصادقة والمزيفة، ويساعد في الكشف عن المغالطات التي قد يقع فيها الفرد أو غيره. وبالعموم، تتمثل غاية المنطق في تنظيم التفكير بحيث يتم تقليل الأخطاء إلى الحد الأدنى.
أحدث التعليقات