يشدد الإسلام على أهمية مكارم الأخلاق، ويعتبُرها سببًا لدخول الجنة. فقد سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الأعمال التي تؤدي إلى الجنة، فأجاب: (تَقوى الله وحُسن الخلق). ويُعتبر إكرام الضيف من القيم التي دعا إليها الدين الإسلامي وارتبط بها عدة جوانب، التي سنتناولها فيما يلي:
توجد أحاديث صحيحة تتناول فضل إكرام الضيف، منها:
من المستحب للمضيف أن يُرحب بضيوفه ويظهر الفرح بقدومهم، ويظهر لهم المودة، ويتجنب التجهم لوجودهم. فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (لما قدم وفد عبد القيس على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مرحبًا بالوفد، الذين جاءوا غير خزايا ولا ندامى).
يمتنع الإسراف في جميع الحالات، وينبغي أن يحرص الإنسان على تقديم ما هو معتاد في الضيافة وما يتناسب مع قدرته المالية دون تكلف.
على المضيف أن يبدأ بضيافة الكبار احترامًا لهم ويظهر قدرهم وتقديرهم, حيث إن توقير الكبير أمرٌ مطلوب شرعًا. ويُفضل أيضًا تقديم الأيمن فالأيمن، كما أخرج البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرب لبنًا، فأتت داره، فحلبت شاةً، فشبت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من البئر، فتناول القدح وشرب، عن يساره أبو بكر، وعن يمينه أعربي، فأعطى الأعربي فضله، ثم قال: الأيمن فالأيمن).
يُستحب للمضيف مصاحبة الضيف عند مغادرته البيت إلى باب المنزل، احترامًا له وتوددًا له حتى لا يشعر بالإحراج بالخروج بمفرده.
يستحب للضيف أن يدعو لمضيفه بالخير والرزق، تعبيرًا عن الشكر له على حسن استقباله. فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (أنَّه عليه الصلاة والسلام طعم عند سعد بن عبادة، فلمَّا فرغ قال: أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون).
يجب الامتناع عن إيذاء الضيف بأي شكل من الأشكال، سواء قولًا أو فعلًا، فإن ذلك غير مقبول في أخلاق المسلم، ولا يرضى الشرع بذلك على الإطلاق. وعلى المضيف أن يحسن استقبال ضيفه من خلال تبادل الحديث والمسامرة بما هو خير، والابتعاد عن الغيبة والنميمة وكل ما من شأنه أن يُفسد المجلس.
أحدث التعليقات