أهداف سرد القصص في القرآن الكريم

تتعدد أهداف القصص القرآني، ومنها: التأكيد على أن الدين مصدره من الله عز وجل، وليس من اختراع الأنبياء والرسل، بالإضافة إلى تحقيق وحدة بين الأديان السابقة.

كما يهدف القصص إلى توضيح أن جميع ما جاء به الأنبياء كان بغرض عبادة الله وحده، وأيضًا لإظهار النعم التي منحها الله تعالى لعباده. ولكل قصة في القرآن فوائد متعددة، وسنتناولها بالتفصيل في السطور القادمة.

أهداف القصص القرآني

استهدف القرآن الكريم إلى إثبات ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عبر مجموعة من القصص القرآنية المتنوعة، ومن تلك الأهداف نذكر:

  • تأكيد أن الدين الإسلامي جاء من عند الله عز وجل، وأن الأنبياء والرسل كانوا واسطة لنقل الدعوة، كما قال الله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13].
  • إيضاح أن دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام تتماشى مع دعوات الأنبياء والرسل، وأن جميعهم اتبعوا نفس الرسالة التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾.
  • إظهار النعم التي أنعم بها الله تعالى على عباده، وخاصة الرسل، كما في قصة سيدنا يونس عليه السلام عندما قال الله فيه: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ).
  • كذلك، من بين أهداف القصص القرآني هو معالجة القضايا الدينينة التي طرحت على لسان كل أمة من الأمم:
    • حيث كان لكل أمة نبي يدعي أنه الأفضل، كما قال الله عز وجل: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ).

التعريف بالقصص القرآني

عند التعمق في القرآن الكريم نجد أن الكثير من أحداثه جاءت في شكل قصص قرآنية. لكن عزيزي القارئ، هل تعرف ما هو القصص القرآني؟ إذا كانت إجابتك بلا، فتابع النقاط التالية:

  • يعرف القصص القرآني في اللغة بأنه: إخبار عن أحداث الأمم السابقة، بشكل قصة أو أحداث متتابعة.
  • كما يعرف بأنه: الخبر، أو الشأن، أو الأمر كما قال الله عز وجل: (إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ).
  • يتضمن القصص القرآني أخبار الأقوام السابقة، وما واجهوه من مشاكل ومعاناة، وكيفية استجابتهم للدعوة إلى الله وترك العبادة التي كانوا يتبعونها، مع إعطاء لمحة عن أنماط الحياة التي عاشوها.
  • يتفرع القصص القرآني إلى ثلاثة أقسام: الأول هو قصص الأنبياء والمعجزات التي جاؤوا بها، مع ذكر مراحل الدعوة التي شهدوها.
    • القسم الثاني: يشمل ذكر بعض الشخصيات الصالحة التي لم يُثبت لها النبوة، مثل ذو القرنين، وقصة أصحاب السبت، بالإضافة إلى قصة السيدة مريم عليها السلام.
  • أما النوع الثالث: فهو يروي أحداثًا معينة مر بها النبي صلى الله عليه وسلم مثل: قصة بدر، وأحد، وقصة الإسراء والمعراج الشهيرة.
  • من الجدير بالذكر أن كل دعوة ورسالة لها خصائصها وطرائقها، لكن جميعها تدعوا إلى توحيد الله والإيمان به.

خصائص القصص القرآني

تتميز القصص القرآني ببعض الخصائص التي تميزها، ومنها:

  • تثبيت عقل الإنسان وإدراكه لما هو مقدر له، حيث عند مراجعة هذه القصص، نلاحظ أن الأمم السابقة عانت بقوة من أجل رفع راية الإسلام ونشره، وعبادة الله.
  • ذكر القصص لغرض العبرة وتحسين المسار نحو الله عز وجل.
  • التأكيد على أن القرآن يتماشى مع جميع الأزمنة والمكان، وأن آياته ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان.
  • تثبيت قلب المؤمن على وحدة الله، والصبر على الصعوبات والمحن.
  • تغيير حزن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء تعرضه لبعض الأزمات، وإدخال الفرح والسرور إلى قلبه.

فوائد القصص القرآني

تتعدد فوائد القصص القرآني، ومن أبرزها:

  • معرفة كيفية تعامل الأنبياء مع المشاكل التي واجهتهم، بصبر وحكمة.
  • تعليم الشباب القيم النبيلة من خلال هذه القصص، كما يتجلى في قصة سيدنا يوسف عليه السلام عندما دعته امرأة العزيز للخطأ، ولكنه أبى ورفض.
  • استنباط الأحكام الفقهية والمسائل الشرعية من خلالها.
  • تعزيز إيمان المسلم واستسلامه لأوامر الله.
  • التأكيد على أن القرآن الكريم هو كتاب منزَل من عند الله، وتم فيه عرض القصص، مع أن الأمم السابقة لم تشهدها، مما يجعل القرآن حجة قوية على الإيمان بالله.
  • تأييد دعوة الأنبياء ورسلهم عليهم السلام.
  • كما تكمن إحدى أهم فوائد القصص القرآني في كيفية دعوة الأديان إلى الله بأسلوب بسيط وميسر.
  • التأكيد على قدرة الله تعالى على كل شيء كما قال الله: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ).
  • استلهم الدروس من قصص الصالحين و الاقتداء بهم.
  • تمثل القصص القرآني أهمية كبيرة في معرفة أحوال الأمم الماضية وكيف كانت تعيش الصراعات.
  • كما تلقي الضوء على حال الظالمين والمعارضين الذين أطلق عليهم الله عز وجل لقب الملأ والمتكبرين، وبذلك تم التعرف على ما تحمله الرسول صلى الله عليه وسلم من ظلم وآلام في سبيل نشر الإسلام.
  • إضافة إلى ذلك، كانت القصص وسيلة لتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ).

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو الكتاب المقدس في الإسلام، ويعتبر كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويعد المصدر الرئيسي للتشريعات والأحكام الدينية للمسلمين. يشتمل القرآن على 114 سورة (فصل) وآيات متنوعة، ويتم تقسيمه عادة إلى 30 جزءاً لتسهيل قراءته خلال شهر رمضان.

يمتاز القرآن الكريم بعدة خصائص تجعله فريداً ومتميزاً:

  • كلام الله المنزل: يؤمن المسلمون بأن القرآن هو كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الكتاب الوحيد الذي لم يتحرف أو يتغير عند جمعه.
  • المعجزة اللغوية: يُعتبر القرآن الكريم معجزة لغوية وأدبية، حيث يحتوي على أسلوب لغوي وجمالية رفيعة تنبع من سهولة التلاوة والاستماع بالإضافة إلى عمق المعاني والتأثير الروحي.
  • التوجيه الشامل: يقدم القرآن الكريم توجيهات دينية وأخلاقية واجتماعية وقانونية تغطي مختلف جوانب الحياة، من العبادات إلى الأخلاق إلى الأمور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
  • الرحمة والهداية: يعبر القرآن الكريم عن رحمة الله ورغبته في هداية البشر، ويحث المؤمنين على حب الله والتقرب منه واتباع السبيل الصحيح.
  • التحدي والتأمل: يحتوي القرآن على تحديات للبشر لفهمه واتباع توجيهاته، كما يشجع على التأمل في آياته والبحث عن المعاني العميقة.
  • المصدر للأحكام والقوانين: يتضمن القرآن تشريعات دينية حول مواضيع متعددة مثل العبادات والمعاملات والأخلاق والعقوبات، مما يجعله مصدراً أساسياً للقانون الإسلامي (الشريعة).
Published
Categorized as القصص القرآني