تُعتبر المقابلة إحدى أساليب البحث النوعي الفعالة، حيث تهدف إلى جمع البيانات من خلال طرح أسئلة على مجموعة من الأفراد المشاركين في الدراسة، والتي يتراوح عددهم بين 6 إلى 10 أفراد. تركز هذه المقابلات على موضوع معين ويسعى الباحث العلمي من خلالها إلى فهم آراء العينة حول ذلك الموضوع، مما يجعل هذه العملية مدروسة بعناية.
تُستخدم المقابلات أيضاً لجمع معلومات متعلقة بالسمات الشخصية، السلوك، التفضيلات، المشاعر، الاتجاهات، الآراء، والمعرفة. وتنقسم المقابلات في البحث العلمي إلى ثلاثة أنواع رئيسية كما يلي:
تُعرف أيضاً بالمقابلة الموحدة، وتُعتبر أداة بحثية دقيقة تسهم في تحديد النتائج ضمن نطاق ضيق للغاية، أو حتى عدم تمكين ذلك بشكل كلي. يتم تصميم الأسئلة تبعًا للمعلومات المطلوبة، مما يجعلها ملائمة للدراسات المسحية وجمع البيانات الكمية.
تشمل هذه المقابلات أسئلة مغلقة أو مفتوحة بناءً على طبيعة العينة، حيث تُستخدم الأسئلة المغلقة لتحديد تفضيلات المشاركين بين خيارات متعددة، بينما تمكّن الأسئلة المفتوحة الباحث من الحصول على تفاصيل إضافية حول نقطة معينة.
تتميز المقابلة المنظمة بالدقة في الاستجابات، وسهولة تحليل الإجابات الجماعية، بالإضافة إلى إمكانية تنفيذها مع عينة كبيرة، والناتج الموثوق. ومع ذلك، فإن من عيوبها عدم القدرة على تقييم النتائج بشكل موسع، وتجاهل بعض التفاصيل المهمة، فضلاً عن حاجة المشاركين لاختيار خيار واحد، مما يتطلب التزام الباحث بأسئلة محددة.
تعتبر هذه المقابلة استبيانًا شفهيًا، حيث تتيح للباحث فرصة استجواب الأفراد بأسئلة إضافية مع الحفاظ على الهيكل الأساسي للمقابلة، مما يفتح المجال لمتابعة الأفكار والأبعاد المختلفة للموضوع. تتميز المقابلة شبه المنظمة بمرونتها العالية.
تكمن أهميتها في الوصول إلى معلومات قيمة، حيث تُستخدم بشكلٍ مثالي في حالات الحاجة لمعلومات تفصيلية حول موضوع البحث، خصوصًا عند ضغط الوقت على الباحث.
كما تتيح للباحث الوقت الكافي لإعداد وتحليل الأسئلة، وتصميمها بالطريقة التي تناسب الباحث، مع ضمان المرونة وضوابط البحث الشاملة لجمع البيانات النوعية.
تُعرف هذه المقابلات بالمتعمقة، وتستخدم لجمع البيانات المتعلقة بالدراسة البحثية. تحتوي على عدد قليل من الأسئلة، إذ تعتبر حديثاً حول الموضوع، وتُستخدم في بناء علاقات مع المشاركين، مما يساعد على الحصول على إجابات صادقة تصل إلى 100%. لا توجد إرشادات محددة للباحث أثناء إجراء المقابلة.
من ثم، يستطيع الباحث الاقتراب من الأفراد المشاركين بطريقة أخلاقية، واستكشاف أسلوبه لضمان عدم انحرافهم عن الهدف الأساسي للبحث العلمي. وعليه، ينبغي على الباحث مراعاة عدة عوامل لتحقيق النتائج المرجوة، منها:
أحدث التعليقات