رغم أن هناك أنواعًا معروفة من الاستعمار، إلا أن أنماطه تتنوع بشكل كبير وتتجاوز تصوراتنا المعتادة. فيما يلي نستعرض أبرز أشكال الاستعمار التي سادت عبر التاريخ:
يتعلق الاستعمار الاستيطاني بهجرة السكان من الدول القوية إلى الدول الضعيفة للاستفادة من ثرواتها، وفرض السيطرة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية عليها. من أبرز الأمثلة على ذلك: أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
في هذا الشكل، تُستخدم القوة العسكرية أو الدبلوماسية لفرض سلطة قانونية على شعوب معينة، كما شهد القرن التاسع عشر عندما فرضت الولايات المتحدة سلطتها القضائية على المواطنين الأمريكيين.
يقصد بهذا النوع من الاستعمار وجود مستوطنين أجانب في البلد الضعيف، ولكن يتسم بأن هؤلاء المستوطنين لا ينتمون لنفس العرق الذي تتبعه السلطة الحاكمة.
في هذا السياق، لا يتم التركيز على التجارة في الدولة المستهدفة، بل يكون الهدف من الاستعمار هو النقل، سواء كان لحماية المهاجرين من الدولة المستعمرة أو لتسهيل عمليات السفر المتعلقة بهم. وبالتالي، لا يهدف هذا النوع إلى استيطان الدول أو تهجير سكانها، بل إلى التأثير على اقتصادها وثقافتها.
يتعلق هذا النوع باستغلال المناصب التجارية والاستحواذ على جزء كبير من الإدارة السياسية والاقتصادية بغرض استغلال الموارد الطبيعية أو الأيدي العاملة في الدولة المستعمرة.
ينشأ هذا النوع من الاستعمار من الداخل، وليس من الخارج، وغالبًا ما يحدث في الدول التي استقلت حديثًا.
يركز هذا الشكل من الاستعمار على استخراج الموارد الثمينة من البلاد المستعمرة، مثل الذهب والجلود، دون الحاجة للاحتلال الدائم، رغم أن الاستيطان قد يحدث بعد الاستيلاء على الثروات.
يمزج الاستعمار القومي بين الاستعمارين الاستيطاني والداخلي، كما يتجلى في حالة جمهورية الصين في تايوان، التي تُعتبر نموذجًا لهذا النوع.
تهدف الاستعمار التجاري إلى السيطرة على العلاقات التجارية للدولة المستعمرة. مثال على ذلك ما حدث للصين بعد حرب الأفيون عام 1842 حين أجبرتها بريطانيا على فتح موانئ جديدة للتجارة الخارجية.
يجري في هذا النوع احتكار زراعة محاصيل غذائية محددة مثل السكر أو القطن أو الشاي، بغرض السيطرة على الدولة سياسيًا وإداريًا من خلال تحكمها في الاقتصاد الزراعي، بالإضافة إلى استخدام العمال والعبيد الأفارقة للقيام بأعمال الزراعة.
يتصف هذا النوع بالتنافس بين دولتين قويتين للسيطرة على دولة ضعيفة، حيث تقوم إحداهما باحتلال هذه الدولة لإثبات قوتها أمام الدولة الأخرى. يمكن اعتبار التنافس الإمبراطوري بين فرنسا وبريطانيا في القرن الثامن عشر على احتلال أمريكا الشمالية مثالًا بارزًا.
يهدف هذا النوع من الاستعمار إلى احتلال مناطق نائية لتجربة أنشطة خطرة بعيدًا عن أعين السكان، أو لإنشاء معسكرات عسكرية أو جنائية على تلك الأراضي.
مشتقة كلمة استعمار من الكلمة اللاتينية “كولونوس” والتي تعني المزارع. يعبر الاستعمار عن سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة، حيث تستغل خيراتها وتخضع شعبها للسلطة الجديدة. غالبًا ما ترسل الدولة القوية مواطنيها لاستيطان الدولة المستعمرة ليعيشوا كأفراد من سكانها الأصليين، مستفيدين من خيرات البلد مع الحفاظ على ولائهم وانتمائهم لوطنهم القوي.
أحدث التعليقات