تتضمن أنواع الحج ذات الأنواع المتعلقة بالإحرام، وينقسم الحج إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
يجوز للحاج أداء الحج بأي نوع يشاء بناءً على إجماع العلماء، ويمكن استعراض أدلتهم كما يلي:
يُعرف النوع الأول من أنواع الحج بحج التمتع، فما هو حج التمتع وكيف يتم أداؤه وما هي خطواته؟ سنجيب على هذه التساؤلات بالتفصيل كما يلي:
يُعرّف مصطلح التمتع لغويًا بأنه الانتفاع، حيث يُطلق المتاع على ما يُنتفع به، والمُتعة تُشير إلى متعة الطلاق أو متعة الحاج، وفي التعريف الشرعي لحج التمتع تختلف تعريفاته بين الفقهاء كما يلي:
ومن المهم الإشارة إلى سبب تسمية حج التمتع بهذا الاسم؛ لأن الحاج المتمتع يجوز له أن يستمتع بين العمرة والحج بما يُحظر على الحاج القارن والمفرد.
فيما يلي شرح لخطوات حج التمتع التي يجب على الحاج المتمتع اتباعها بالتسلسل:
للمزيد من التفاصيل حول حج التمتع، يمكن الاطلاع على المقالة: ((شروط حج التمتع)).
النوع الثاني من أنواع الحج هو حج القران، وسنعرض تعريفه بالإضافة إلى تفصيل صوره:
المقصود بحج القران أن يُحرم الحاج بالعُمرة والحج معًا في نسك واحد، حيث يقول: “لبيك اللهم عمرة في حجة”، ولا يتحلل الحاج من إحرامه بالحلق أو التقصير بعد انتهاء مناسك العمرة من الطواف والسعي، إذ يجب أن يبقى متمسكًا بأحكام الإحرام حتى يكمل مناسك الحج.
وبذلك يكون الحاج قد قرن بين أعمال العمرة وأعمال الحج دون الفصل بينهما، ويتوجب عليه تقديم الهدي كما في حج التمتع، وإذا لم يستطع، فعليه صيام ثلاثة أيام قبل يوم النحر، وسبعة أيام عند العودة إلى الأهل.
يتمثل حج القران في ثلاثة صور توضح كل منها كما يلي:
النوع الثالث والأخير من أنواع الحج هو حج الإفراد، وسنستعرض معناه ثم نوضح كيفية أدائه كما يلي:
إفراد الحج يعني: الإحرام بالحج فقط دون العمرة، حيث يقول الحاج: “لبيك اللهم حجًا”، وإذا أراد الحاج أداء العمرة، فلا يجب عليه القيام بها إلا بعد إتمام جميع أعمال الحج.
إليك ترتيب خطوات حج الإفراد بالترتيب:
بعد إكمال تعريف الأنواع المختلفة من الحج، يجب تسليط الضوء على الفروق بينها. فيما يلي توضيح الفرق بين حج التمتع والقران، بالإضافة إلى الفرق بين حج الإفراد وغيرها من أنواع الحج:
فرق العلماء بين حج التمتع والقران؛ حيث يكون التمتع في الحج يعني الفصل بين العمرة والحج بالإحرام أولاً بالعمرة ثم الحج، بينما يكون حج القران تداخلاً بين أعمال العمرة والحج.
اتفق العلماء على أن الإفراد في الحج لا يُوجب الهدي على الحاج، بينما تجب الهدي في حج القران أو حج التمتع، استناداً إلى قول الله تعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى) وقوله: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام).
ناقش العلماء مسألة الأفضلية بين أنواع الحج، وتباينت آراؤهم وفقاً للأدلة الشرعية التي استندوا إليها وتفسيراتهم المختلفة. توضيح ذلك فيما يلي:
أفاد الشافعية والمالكية بأن الإفراد في الحج أفضل من القران والتمتع إذا كان الحاج قد أدى العمرة في نفس العام، لعدم وجوب الهدي عليه. كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حج مفرداً، وقد طُرحت روايات متواترة بشأن إفراده بالحج.
فقد ورد في صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عام حجّة الوداع، فمنّا من أهلّ بعُمرة، ومنا من أهلّ بحجّ وعُمره، ومنا من أهلّ بالحج، وأهلّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالحج). ويأتي القران في المرتبة الثانية من حيث الأفضلية حسب المالكية، بينما يرون الشافعية أن التمتع هو أفضل من القران ولكن أقل من الإفراد.
يعتبر الحنفية أن حج القران هو الأفضل من حيث الأفضلية على الإفراد وتمتع، وذلك لاستمرارية الإحرام معهما حتى انتهاء المناسك، بالمقارنة مع التمتع الذي لا يحافظ على هذا الاستمرارية، واستندوا في ذلك لما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُلبّي بالحج والعمرة معًا، قائلًا: “لبيك عمرة وحجًا”).
يؤكد الحنابلة أن التمتع هو الأفضل، يليه الإفراد، ثم القران، مشيرين إلى ما ورد عن الإمام البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: (تمتع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع، بالعمرة إلى الحج وأهدى، فساق معه الهدي من ذي الحليفة).
أحدث التعليقات