تتعدد أنواع الوثائق التاريخية، ويمكن الإشارة إلى الأمثلة التالية كنماذج بارزة:
تتجاوز الوثائق التاريخية مجرد الجوانب السياسية، إذ تشمل أيضًا مجالات حياتية متنوعة كالجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. يمكن تصنيف الوثائق التاريخية بطرق متعددة، وفقًا لمعايير معينة، وتشمل بشكل عام قسمين رئيسيين:
تُعتبر المصادر الأولية نوعاً مميزاً من الوثائق حيث تتميز بأنها صدرت في فترة زمنية قريبة من الأحداث التي تتعلق بها. تعكس هذه الوثائق وجهة نظر مؤلفيها حول تلك الأحداث، وتشكل مادة أساسية للتدقيق والدراسة. تُستخدم للإجابة على تساؤلات الباحثين والمؤرخين حول الأحداث التاريخية، كما هو الحال في صحيفة أو وثيقة توثق لقاء تاريخياً بين زعماء الدول، كتبه صحفي كان شاهداً على الحدث.
تتولد المصادر الثانوية عبر تحليل ودراسة المعلومات المستخلصة من المصادر الأولية. على سبيل المثال، يمكن أن تكون مقالة تحليلية أو كتاب يناقش حدثاً تاريخياً بعد مرور عدة سنوات عليه.
تُعرف الوثائق التاريخية أيضًا بالمصادر الأولية، وغالباً ما تُنتج في أوقات قريبة من الأحداث التي تتعلق بها، مما يُتيح تقديم أدلة مباشرة أو غير مباشرة حول حدث أو شخص أو عمل فني معين. يمكن أن تعكس هذه الوثائق وجهة نظر صانعيها حول الحدث. كما تمكّن الوثائق التاريخية الباحثين من الاقتراب قدر الإمكان من الحقائق المتعلقة بالأحداث التاريخية أو الفترات الزمنية المحددة. والأهم من ذلك، أن هذه الوثائق تمثل مادة خام للتحليل والدراسة بهدف الإجابة على استفسارات متعددة.
يمكن أيضًا وصف الوثائق التاريخية بأنها مستندات تحتوي على معلومات هامة تتعلق بشخصٍ أو مكانٍ أو حدثٍ معين. ومن بين أشهر هذه الوثائق نجد القوانين والمرويات عن المعارك وإنجازات اللامعين. وعلى الرغم من قيمتها التاريخية، إلا أنها لا تقدم تفاصيل دقيقة عن الحياة اليومية للأفراد أو آليات عمل المجتمع.
يهتم علماء الأنثروبولوجيا والمؤرخون وعلماء الآثار بشكل خاص بالوثائق التي تصف الحياة اليومية للأفراد، والتي توضح عاداتهم الغذائية، وتفاعلاتهم مع أفراد عائلاتهم ومجموعاتهم الاجتماعية، وحالاتهم النفسية.
هذه المعلومات تساعدهم في فهم واصف الطريقة التي كان يعمل بها المجتمع في أوقات تاريخية محددة. العديد من الوثائق التي يتم إنتاجها اليوم، مثل الرسائل الشخصية، والصور، والعقود، والصحف، والسجلات الطبية، يمكن أن تُعتبر وثائق تاريخية قيمة في المستقبل. ومع ذلك، من المحتمل أن تُفقد معظمها في المستقبل بسبب استخدامها ورقاً عادياً ذو عمر افتراضي محدود، أو تخزينها بصيغ رقمية ستصبح قديمة سريعًا.
تشكل المصادر الأولية أساس البحث في أي موضوع تاريخي، حيث يتم الحفاظ عليها وتنظيمها وتوفيرها في الأرشيفات لعدة قرون. وبالتالي، يُمكن اعتبار الأرشيفات حماة للتاريخ، إذ تحتفظ بالوثائق التي يُعتمد عليها في كتابة التاريخ. تُغطي الوثائق الأرشيفية نطاقًا واسعًا، بدءًا من المستندات التقليدية مثل السجلات والمواثيق والخطابات، وصولًا إلى مستندات مثل الجداول والخرائط.
الاهتمام الجاد والمكثف بالوثائق الأصلية يساهم في إحياء التاريخ ويُمنح الأفراد فهماً أعمق للسياق التاريخي. وبطبيعة الحال، لا ينبغي أن تؤخذ كل وثيقة أصلية على ظاهرها، بل يجب دائمًا الشك في مدى موضوعية المصادر. ومع ذلك، حتى في الحالات التي يكون فيها واضحًا أن المصدر الأصلي قد يسعى إلى تقديم صورة معينة للتاريخ، يبقى أن الوثيقة تنتمي إلى الحقبة الزمنية المعنية.
أحدث التعليقات