يتطلب جسم الإنسان تنسيقاً وتكاملاً دقيقاً في عمل جميع أعضائه وأنسجته للحفاظ على توازن واستقرار داخلي يسمح له بالتفاعل بفعالية مع التغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة وفي داخله. يمر الجسم بمراحل حياتية مختلفة مثل النمو والبلوغ، مما يستدعي تنظيمًا متكاملًا لجميع العمليات الحيوية. يلعب جهاز الغدد الصماء دورًا حيويًا في هذا السياق من خلال إفراز مجموعة من الهرمونات التي تربط بين الأجهزة والأنسجة، مما يمكّن الجسم من التواصل والتكيف حسب احتياجاته وظروفه.
يحتوي جسم الإنسان على مجموعة من الغدد الصماء التي تفتقر إلى القنوات، فتقوم بإفراز رسائل كيميائية تعرف باسم الهرمونات مباشرة إلى مجرى الدم. يتم إنتاج هذه الهرمونات بواسطة خلايا متخصصة داخل هذه الغدد، وينقل الدم هذه الهرمونات إلى الخلايا الأخرى في الجسم التي تحتوي على مستقبلات خاصة لها. ترتبط الهرمونات بالمستقبلات، مما يؤدي إلى استجابة كيميائية فسيولوجية. تُسمى هذه العملية بـ “الاتصال الهرموني” عبر الجسم، ويُشار إلى أن القلب والكلى والمعدة يمكن أن تساهم أيضًا في إنتاج الهرمونات.
يمكن تصنيف الهرمونات التي تنتجها الغدد الصماء إلى عدة فئات استنادًا إلى طبيعتها الكيميائية، وهي:
يمكن أن تكون الهرمونات إذًا ذائبة في بلازما الدم كما هو الحال مع الهرمونات المشتقة من الأحماض الأمينية والهرمونات الببتيدية، أو غير ذائبة في بلازما الدم مثل تلك المشتقة من الدهون، حيث تُحمل بواسطة نواقل بروتينية حتى تصل إلى أهدافها المحددة.
أحدث التعليقات