تُعرّف النية من حيث اللغة والاصطلاح كما يلي:
يُعتبر العمل غير مقبول عند الله -سبحانه وتعالى- ما لم تكن له نية صادقة خالصة لوجهه الكريم. النية هي الركيزة الأساسية لقبول الأعمال، ويشترط أن يكون العمل متوافقًا مع الشريعة وفق سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقد قال الله -عز وجل- في هذا السياق: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ). كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).
كل عمل له نية خاصة؛ فالصلاة لها نية معينة، وكل نوع من الزكاة له نية خاصة كذلك. يمكننا تقسيم أنواع النيات على النحو التالي:
تباينت آراء الفقهاء حول الحاجة للتلفظ بالنية عند بدء العمل، حيث تم تقسيم الآراء إلى ثلاثة مواقف مختلفة:
يستطيع المسلم أن ينوي أكثر من نية واحدة أثناء أداء عمل واحد. وبإذن الله -عز وجل- سيؤجر على كل نية، كما لو أنها أعمال متعددة. على سبيل المثال، قد يدخل المسلم المسجد بنية زيارة الله -سبحانه وتعالى- وينوي الانتظار للصلاة بعد أخرى، مما يتيح له فرصة التركيز والتأمل بالإضافة إلى إرشاد من يحتاج المساعدة. وهذه أمثلة متعددة على ذلك، حيث يقول العلماء إن هؤلاء الذين ينوون الخير هم تُجار النيات.
كما ذُكر سابقًا، تميز النية بين العبادات والعادات. ولكن المسلم الحكيم يمكنه أن ينوي نية خالصة أثناء ممارسة حياته اليومية وأعماله العادية ليحصل بهذا على الأجر. ومن الدليل على ذلك قوله تعالى: (قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ)، حيث تشير الآية إلى أن المسلم يُكرس حياته وموته للرب -عز وجل-. وقد كان بعض العلماء يقول: “أحب أن أكون لي نية في كل شيء، حتى في نومي وأكلي وشربي.”
فمثلاً، إذا تناول المسلم طعامه وشربه وكان مُدركًا أن مصدرهما حلال، وذكر اسم الله -عز وجل- قبل الأكل، ثم حمد ربه بعد الانتهاء، ونوى بتناوله لهما التقوي على طاعة الله -سبحانه وتعالى-، فإن ذلك الطعام الذي يعتبر عملًا دنيويًا بسيطًا يمكن أن يتحول إلى طاعة تحظى بالحسنات، بينما آخر يأكل دون نية فلا يحصل على شيء.
أحدث التعليقات