تعتبر الدراما جانبًا هامًا من جوانب الفكر والثقافة، وهذا يجعلنا نتذكر على الفور المسلسلات التي نراها على التلفاز. لكنها ليست مجرد ذلك، بل تعكس تاريخًا وتعريفات متعددة.
تعريف الدراما
- أولاً، وفقًا لتعريف أرسطو، تُعرَّف الدراما على أنها تمثيل لفعل إنساني.
- وقد أدت هذه النظرية إلى الاهتمام من النقاد بتقديم تعريفات متعددة للدراما.
- ثانيًا، في معجم المعاني، تعرف الدراما بأنها سرد لحكاية تصف أحد جوانب الحياة الإنسانية.
- وتقدم هذه الحكايات من خلال مجموعة من الممثلين الذين يرتدون أزياء تعبر عن شخصياتهم.
- كما يعمد الممثلون لتقليد الأدوار المكلفين بها.
- ثالثًا، يحدد القاموس المحيط الدراما كنص نثري أو شعري يُعرض عبره أحداث حياتية مستلهمة من المجتمع.
- حيث تُحاكى فيه شخصيات معينة، لتقديم القضايا المجتمعية على المسرح أو التلفاز.
- ويهدف ذلك إلى معالجة قضايا تهم المجتمع.
- تعود كلمة “دراما” إلى أصل يوناني، حيث تُشتق من كلمة “ديران”، والتي تعني القيام بفعل.
- وقد تحولت تلك التسمية عبر الزمن لتصبح “دراما” في لغتنا الحديثة، أي أنها تشمل مجموعة من الأعمال الدرامية المتنوعة.
- وتشمل أيضًا الأعمال النقدية والمعالجة الدرامية لصراعات أدبية وفنية.
الحكاية كعنصر محوري في الدراما
- تُروى الدراما بشكل حدثي، وتمتاز بخصائص معينة يجب توافرها فيها.
- ويؤديها مجموعة من الممثلين أمام جمهور يهدف للاستمتاع بالمشاهدة.
- من المهم أن يكون النص الدرامي بلغة أو مدرسة معينة، يعمل الممثلون على تقديمه وتقمص ادوارهم بطريقة تعكس الموضوع المرغوب.
- وهذا يتطلب منهم التفاعل عبر الأفعال والنطق بأشكال مختلفة تعكس طبيعة الحوار.
- تُعرف بعض العروض المسرحية الجادة، سواء كانت نهاياتها سعيدة أم مأساوية بأنها تحمل رسالة عاطفية قوية، مع السعي لإحداث شعور إيجابي بعيدًا عن التراجيدية.
تاريخ الدراما
- تُعتبر الدراما من الفنون القديمة التي نشأت بشكل تلقائي منذ الأزمنة البعيدة، حيث تسجل بداياتها في روما القديمة.
- وقد شهدت تطورات ملحوظة في العصر الإغريقي.
- بدأت الدراما عبر المسرحيات، والتي كانت تُعرض في ذلك الحين.
- وتُعتبر من أقدم الفنون التي تفاعلت معها المجتمعات، وقد تطورت لتصل إلى ما نحن عليه اليوم من أشكال متنوعة.
- وقد أنشئت العديد من الأعمال الدرامية الإغريقية المعروفة التي شكلت هذا النوع من الفنون.
وجهة نظر أرسطو حول الدراما
- يرى أرسطو أن الشاعر يُعيد تصوير الطبيعة بشكل مختلف، ويعتبرها تجسيدًا لما هو موجود.
- يحاكي أرسطو الطبيعة من خلال تجسيد التغيرات والتأثيرات، مما يجعلها تمثيلًا للحياة.
- وهذا لا يعني تصوير المعنى حرفيًا، بل تقديم أحاسيس المؤلف ورؤيته للعالم والشخصيات.
- يؤمن أرسطو بأن الدراما تدور حول التقليد، وتكون الشخصيات فيها مثارًا للإعجاب والقدوة للجمهور.
- في نظره، الحدث التام هو الأساس المتين لأفكار العمل الدرامي، والذي يعتمد على دوافع وأسباب معينة.
- تتكون الدراما من البداية التي تمهد الموضوع، ثم وسط يُعرض فيه تفاصيل الأحداث، وأخيرًا نهاية تُظهر ذروة الأحداث والحلول.
- يؤكد أرسطو أن الأحداث قد تكون بسيطة أو مركبة: البسيطة تعني عدم وجود تغييرات مفاجئة، والمركبة تشير إلى تغييرات مفاجئة تعيد تشكيل الأحداث مع الحفاظ على وحدة الزمان والمكان.
- أما البقعة التي تدور فيها الأحداث، فقد تكون محصورة في فضاء واحد أو أماكن متعددة.
أنواع الدراما
الدراما الدينية
تتناول المسرحيات الدينية القضايا والمشكلات الدينية، مع تقديم معالجة تتماشى مع وجهات نظر عقائدية خاصة.
الدراما التاريخية
- تناقش القضايا الفكرية والتاريخية، حيث تستند إلى أحداث تاريخية مرتبطة بالحقبة المعنية.
- ينظر بعض النقاد إلى إمكانية تدخل الكاتب في التاريخ وفقًا لخياله الشخصي.
- بينما يرون آخرون ضرورة الالتزام بالحقائق التاريخية دون إضافة آراء شخصية.
الدراما الرومانسية
- تتناول المسرحيات الرومانسية القضايا والمشكلات المرتبطة بالعلاقات العاطفية، سواء كانت واقعية أو خيالية.
- تشمل هذه الأنواع من الدراما عناصر الخيال والعاطفة والمغامرة.
- توفر هذه الأنواع من الدراما طابعًا متمردًا في بناء الأحداث والشخصيات.
الدراما الشعرية
- تمثل النصوص المسرحية أحداثًا على شكل شعر، ويُستخدم هذا الشكل على خشبة المسرح.
- كما يمكن كتابة المسرح في شكل نثر، لما له من تأثير عاطفي على الجمهور.
- يطلق على هذا النوع الشعر المسرحي أو الشعر الدرامي.
الدراما الشعبية
وتنقسم إلى ثلاثة أنواع:
- الدراما الأدبية ذات القيمة الهزيلة، والتي لا تندرج ضمن تاريخ الدراما النقدي.
- الدراما التي تحاكي الحكايات الدينية بمختلف جوانبها.
- الدراما التي تجذب الجماهير الشعبية، دون اعتبار لمستوى قيمتها الأدبية.
أنواع أخرى من الدراما
- الدراما القومية: تتناول المسرحيات المعنية ببلد معين في العالم العربي، مع التركيز على التاريخ القومي والقطاعات المختلفة.
- الدراما النفسية: تتطرق إلى المشاكل النفسية وكيفية علاجها، بالإضافة إلى موضوعات علم النفس المتنوعة.
- الدراما الملهوية: تتناول موضوعات عميقة بروح مرحة، وتكون نهاياتها دائمًا سعيدة.
- الميلو دراما: تمزج بين العديد من فروع الدراما، مثل الرومانسية والموسيقية، أو حتى البوليسية والرعب.
- التراجيكوميدي: يدمج بين الكوميديا والتراجيديا، مستخدمًا الأساطير لتقديم قصص تمزج بين الضحك والبكاء.
أحدث التعليقات