تُعرف العواصف الرملية والترابية (بالإنجليزية: Sand and dust storms) بأنها أحداث طبيعية متكررة ذات انتشار واسع، حيث تحمل أسماء محلية في العديد من المناطق الجافة.
تنشأ العواصف الرملية والترابية نتيجة لرياح قوية وغير مستقرة تهب على الأراضي الجافة ذات الغطاء النباتي القليل أو المعدوم. يرتبط هذا الظواهر بإدارة الموارد الأرضية والمائية وتغير المناخ، وتشكل تهديدات متعددة للمجتمعات، مما يعوق جهود التنمية المستدامة.
عادةً ما تحدث هذه العواصف عندما تقوم الرياح الشديدة برفع كميات كبيرة من الرمل والغبار من الأرض الجافة إلى الغلاف الجوي. وقد أشار الباحثون إلى تأثيراتها الملحوظة على المناخ، الصحة العامة، البيئة، والعديد من المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
تُعتبر العواصف الرملية والترابية من المخاطر المناخية الشائعة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وعادةً ما تعزى إلى العواصف الرعدية أو التغيرات الكبيرة في الضغط المرتبطة بالأعاصير، التي تسهم في زيادة سرعة الرياح على مساحات شاسعة، وتؤدي بالتالي إلى رفع ونقل كميات كبيرة من الرمل والغبار إلى الجو.
تشير الدراسات إلى أن 40% من الهواء الموجود في طبقة التروبوسفير يحتوي على جزيئات غبار ناتجة عن تآكل الرياح. وتعتبر شمال إفريقيا، شبه الجزيرة العربية، وسط آسيا، والصين من المصادر الرئيسية لهذا الغبار، بينما تساهم أستراليا، الولايات المتحدة، وجنوب إفريقيا بشكل أقل ولكن لا يزال له تأثير.
تُعتبر العواصف الرملية من الظواهر الطبيعية ذات الأثر السلبي الكبير على الطبيعة والحياة البشرية. تتنوع أنواع هذه العواصف وفقاً لشدة حدوثها وفصل السنة، كما يلي:
تحدث هذه العواصف في فصل الشتاء وأوائل الربيع نتيجة لرياح قوية تهب في المناطق الصحراوية، مما يؤدي إلى زيادة الغبار والنفايات في الهواء وتقليل الرؤية.
تظهر هذه العواصف في الصيف أحياناً وقد تصاحبها عواصف رعدية، وتتميز بارتفاع سرعتها وعرضها.
تبرز هذه العواصف عن غيرها بإمكانية توقعها وحدوثها في أي وقت.
ترتبط العواصف الرملية بمشاكل صحية مثل أمراض الجهاز التنفسي والتهاب السحايا، وكثيراً ما تؤدي إلى إغلاق المطارات وإلغاء الرحلات الجوية، بالإضافة إلى التسبب في ظروف خطرة على الطرق. وانطلاقاً من ذلك، تُعطل هذه الظواهر العديد من القطاعات الاجتماعية والاقتصادية مثل الزراعة والتعليم.
تسعى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من خلال نظام الاستشارات الخاص بها إلى تعزيز قدرة الدول على تقديم معلومات دقيقة عن الغبار المتحرك جوياً قبل ثلاثة أيام، من خلال التحذير من العواصف الرملية والترابية.
تكمن أهمية خدمات الأرصاد الجوية في مراقبة جودة الهواء، ولهذا أنشأت المنظمة شبكة من مراكز التنبؤ لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي. على سبيل المثال، يقدم مركز توقعات الغبار في برشلونة تنبؤات بالعواصف الرملية والترابية لمناطق شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، بينما يدير المركز الآسيوي في بكين إدارة الأرصاد الجوية الصينية.
يمكن اتباع النصائح التالية عند التعرض لعاصفة رملية:
يجب تجنب الاقتراب من العاصفة قدر الإمكان. إذا واجهت عاصفة رملية أثناء القيادة ولم تتمكن من تجنبها، تحقق من حركة المرور من حولك ثم ابدأ بتقليل السرعة تدريجياً.
ابتعد عن الطريق بأسرع ما يمكن وابقَ بعيداً عن مسارات السفر. لا تُبقي الأضواء مشتعلة، ولا تعدل دواسة الوقود لكن اضغط على الفرامل بشكل متدرج، وابقَ داخل السيارة مع التأكد من ربط حزام الأمان وانتظر حتى تنقضي العاصفة.
عند حدوث العاصفة، يجب السعي للعثور على ملجأ في أسرع وقت. إذا كنت داخل منزل أو بناء، فيجب أن تبقى داخله وتغلق جميع النوافذ. وإذا كنت محاصراً في الخارج، احرص على حماية أذنيك وأنفك وفمك وعينيك بأي نوع من الملابس المتاحة لديك.
أحدث التعليقات