تُعرَّف الطيور المهاجرة (بالإنجليزية: Migratory birds) بأنها الطيور التي تنتقل من مكان لآخر في أوقات منتظمة، وغالباً ما تسافر مسافات شاسعة. تعتبر هجرة الطيور ظاهرة سنوية ترتبط بالدورات الموسمية.
كما تتميز هذه الطيور بامتلاكها آليات فعالة تسمح لها بالسفر بسرعة. تستطيع الطيور المهاجرة تخزين الدهون كمصدرٍ للطاقة يُستخدم خلال فترات الرحلات الطويلة. عادةً ما تكون أجنحة الطيور المهاجرة أطول وأكثر انسيابية وأخف وزناً مقارنةً بالطيور المستقرة.
يوجد أنواع متعددة من الطيور المهاجرة، ومن أبرزها:
يسافر طائر البقويقة السلطانية مخططة الذيل (بالإنجليزية: Bar-tailed Godwit) من نيوزيلندا إلى ألاسكا في الولايات المتحدة، محققاً مسافة تصل إلى 11,265.41 كم بدون توقف خلال فصل الصيف. تُعتبر هجرة هذا الطائر واحدة من أطول رحلات الهجرة، حيث تستغرق حوالي سبعة أيام لإكمالها.
يمكن أن يزيد وزن ذكور طائر البقويقة السلطانية مخططة الذيل، والذي يتراوح وزنه بين 190 جرام و400 جرام، قبل الهجرة، لكنه يتمكن من تقليص حجم أعضائه الداخلية لتخفيف العبء.
يعتبر الكركي الأمريكي (بالإنجليزية: Whooping Crane) نوعاً مهدداً بالانقراض، وهو من أطول الطيور في أمريكا الشمالية. يتكاثر هذا الطائر خلال الصيف في متنزه وود بوفالو الوطني في كندا، ثم يهاجر جنوبًا إلى محمية أرانساس الوطنية للحياة البرية في تكساس خلال الشتاء.
يبلغ طول الرحلة التي يقطعها طائر الكركي الأمريكي حوالي 4,828.03 كم، وعادةً ما يسافر إما في مجموعات عائلية صغيرة أو بشكل فردي.
يُعد كاليوب الطائر الطنان (بالإنجليزية: Calliope Hummingbird) من أصغر الطيور المهاجرة لمسافات طويلة، حيث تقوم برحلة مدهشة مقارنة بحجمها، وتسافر سنويًا مسافة تقدّر بحوالي 8046.72 كم.
تغادر طيور كاليوب الطنان وسط وجنوب كولومبيا البريطانية في أواخر الصيف، وتهجر باتجاه ساحل المحيط الهادئ والغرب الأمريكي حتى تصل إلى المكسيك. تتكاثر هذا الطائر في الجبال على ارتفاع 1219.2 متر وتبني أعشاشها في الأشجار العالية على ارتفاع 12.19 متر.
يعتبر طائر الببغاء برتقالي البطن (بالإنجليزية: Orange-bellied Parrot) أحد أنواع ببغاوات المهاجرة القليلة، وهو نوع مهدد بشكل كبير. لا تطير هذه الببغاوات لمسافات بعيدة أثناء هجرتها.
تُهاجر من مواطن تكاثرها في فصل الصيف في جنوب غرب تسمانيا إلى موطنها الشتوي في المستنقعات والكثبان الرملية القريبة من الساحل في جنوب أستراليا وفيكتوريا، مسافة تبلغ حوالي 482.8 كم.
يهاجر طائر اللواء الأوراسي (بالإنجليزية: Eurasian Wryneck) على نطاق واسع عبر أوروبا وآسيا الوسطى، حيث يغطي مسافة تتراوح بين 2414.02 إلى 4828.03 كم، وتقضي هذه الطيور فصل الشتاء في إفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا، بينما تقضي فصل الصيف في أوروبا وغرب آسيا.
يُعتبر طائر المرزة الشمالية (بالإنجليزية: Northern Harrier) من الطيور الجارحة وعضواً في عائلة الصقور، يمتد نطاق هجرته الواسع من ألاسكا وبعض المناطق شمال كندا إلى جنوب الولايات المتحدة الأمريكية.
غالباً ما لا يهاجر طائر المرزة الشمالية ما لم تكن هناك حاجة حقيقية للهجرة، حيث يهاجر في الشتاء من الشمال إلى فنزويلا وكولومبيا، ويفضل هذا الطائر أثناء رحلته الابتعاد عن المسطحات المائية الكبرى، حيث يميل إلى البقاء فوق الأراضي المفتوحة.
يُعتبر طائر جلم الماء الفاحم (بالإنجليزية: Sooty Shearwater) من الطيور البحرية، ويتميز برحلاته الطويلة غير المألوفة، حيث يمتد نطاق هجرته بين المحيطين الأطلسي والهادي. تُقدَّر المسافة التي يقطعها في رحلته عبر المحيط الأطلسي بحوالي 19,312.13 كم سنويًا، بينما تصل مسافة رحلته في المحيط الهادئ إلى 64,373.76 كم.
يتكاثر طائر الأبلق الشمالي (بالإنجليزية: Northern Wheatear) في كافة أنحاء أوراسيا وعلى الساحل الشمالي لأمريكا الشمالية. يُعتبر نطاق هجرته واسعًا جدًا، حيث يهاجر في فصل الشتاء من موطن تكاثره إلى إفريقيا جنوب الصحراء.
تبلغ المسافة التي يقطعها طائر الأبلق الشمالي حوالي 14,999.90 كم عند هجرته من ألاسكا إلى إفريقيا، بينما يقطع نحو 7402.98 كم من شرق كندا إلى إفريقيا، وعندما ينتهي فصل الشتاء يعود إلى موطنه الأصلي.
تتباين عادات الهجرة لدى طائر البوم الثلجي (بالإنجليزية: Snowy Owl) من عام إلى آخر، إذ تظل هجرته غامضة إلى حد ما. في الشتاء، يهاجر إلى شمال كندا والقطب الشمالي، وأحيانًا يقصد فلوريدا وتكساس في الولايات المتحدة.
تستوطن طيور الخرشنة القطبية (بالإنجليزية: Arctic Tern) الدائرة القطبية الشمالية، وتُعتبر أيضًا موجودة في إنجلترا وماساتشوستس. تُعرف رحلتها الطويلة والمعقدة، حيث تهدف للوصول إلى مناطق التكاثر على طول ساحل القطب الجنوبي، إذ تطير هذه الطيور سنويًا من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، محققة مسافة كبيرة تصل إلى 40,233.6 كم.
تُعتبر طيور الحبارى طيوراً أرضية تتباين أحجامها ما بين صغيرة جدًا وكبيرة، وتستوطن غالبًا السهول المفتوحة والمناطق شبه الصحراوية حول العالم. وقد يصل وزن الحبارى العظيم إلى 24 كغ، مما يجعله من أثقل الطيور القادرة على الطيران.
هناك 25 نوعًا من الحبارى، حيث يتميز طائر الحبارى بريش عنقه الملون بالأبيض والأسود، بالإضافة إلى غطاء الرأس الأنيق. لطالما سعى أمراء العرب لصيد هذا الطائر، حيث سافروا لعقود إلى باكستان لاصطياد طائر الحبارى الذي يهاجر من آسيا الوسطى نحو صحاري الشرق الأوسط لقضاء الشتاء.
تتعدد أنواع الطيور المهاجرة، وهناك بعض الأنواع المعروفة بجمالها، ومنها:
النحام الأكبر
يُعتبر طائر النحام الأكبر (بالإنجليزية: Greater Flamingo) الأكبر حجمًا بين جميع أنواع طيور النحام الموجودة في شبه القارة الهندية. تهاجر هذه الطيور في فصل الشتاء إلى مواقع منها محمية طيور نال ساروفار، ومحمية الخيجادية، ومدينة فلامينغو، ومحمية ثول للطيور في غوجارات.
الكركي السيبيري
يُعرف الكركي السيبيري (بالإنجليزية: Siberian Cranes) بأنه طائر ثلجي أبيض يهاجر في فصل الشتاء إلى الهند، وهو آكل لحوم ويتكاثر في منطقة تندرا القطبية في روسيا وسيبيريا، ويعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض. تقضي هذه الطيور فصل الشتاء في حديقة بهاراتبور كيولاديو الوطنية.
البجع الأبيض الكبير
يُعرف البجع الأبيض الكبير (بالإنجليزية: Great White Pelican) أيضًا بالبجع الوردي، وهو طائر ضخم ذو منقار طويل وجراب حلق. يعيش في أوروبا الشرقية وإفريقيا وشمال غرب الهند، ويهاجر إلى الهند في الشتاء بأعداد كبيرة، حيث تستقر بشكل رئيسي في ولايات أسام وأوتار براديش وراجستان وغوجارات.
الهزار الأزرق الزور
يُعتبر طائر الهزار الأزرق الزور (بالإنجليزية: Bluethroat) طائرًا عابرًا صغيرًا ملوّنًا، بفضل ألوانه الزاهية من عائلة القلاع. يُمكن إيجاده في شمال إفريقيا وشبه القارة الهندية، ويُعتبر منتزه كيولاديو الوطني في ولاية راجاستان من أفضل المواقع لمشاهدة هذه الطيور المهاجرة أثناء قدومها إلى الهند خلال فصل الشتاء.
الباشق الأوراسي
يُعتبر طائر الباشق الأوراسي (بالإنجليزية: Asiatic Sparrow-Hawk) نوعًا من الطيور الجارحة، لكنه أصغر حجمًا مقارنةً مع الأنواع الأكبر مثل النسور. يتواجد طائر الباشق الأوراسي في الغابات، ويهاجر إلى الهند وميانمار خلال فصل الشتاء، حيث تمتد فترة هجرة هذا الطائر ما بين 4 إلى 6 أشهر تقريبًا.
توجد عدة أسباب تجعل الطيور تهاجر، منها:
تبحث الطيور المهاجرة عن الطعام وأماكن التعشيش، حيث تميل بعض الطيور التي تعيش في نصف الكرة الشمالي إلى الهجرة شمالًا في فصل الربيع للاستفادة من وفرة الحشرات والنباتات الناشئة ووجود مواقع التعشيش.
قبل حلول فصل الشتاء وتناقص توافر الحشرات والموارد الغذائية، تهاجر الطيور جنوبًا بحثًا عن مناطق أكثر دفئًا. ومع ذلك، فإن بعض الأنواع تستطيع تحمل درجات الحرارة المنخفضة وتبقى في المناطق الغذائية الغنية، كما هو الحال بالنسبة لطيور الطنانة.
أحدث التعليقات