في هذا المقال، سنتناول موضوع أنواع الصوم وفوائده. يُعتبر الصوم وسيلةٌ تتيح للإنسان السمو الروحي، إذ يعزز من زهد الفرد في متع الحياة ويعلمه الصبر على الحاجة للطعام والشراب لفترة معينة.

خلال فترة الصوم، يجب على الفرد الامتناع عن تناول الطعام والشراب فضلاً عن الابتعاد عن المعاصي. سنستعرض في الأسطر القادمة تفاصيل أنواع الصوم بشكل أعمق.

تعريف الصوم

• الصوم هو الامتناع عن الشهوات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، كما يُعرف بأنه الإمساك عن الطعام والشراب لفترة محددة.

• الصوم واجب على المسلم العاقل وقد تم ذكره في القرآن الكريم، حيث جاء في قوله: “أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”.

أهمية الصيام

يعد الصيام أحد فروض الإسلام التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، ويعتبر الركن الخامس الذي يجب على كل مسلم الالتزام به.

تجدر الإشارة إلى أن العبادة لا تصح إلا بفعلها، سواءً كانت صومًا أو صلاة، ويتميز الصيام بأهمية كبيرة لأنه يساهم في تطهير الروح ويعزز من قدرة الإنسان على الصبر.

شروط الصيام

• الإسلام: يشترط أن يكون الصائم مسلمًا، حيث يُعتبر الصوم غير صحيح للكافر. ولكن إذا أسلم الكافر، عليه أن يصوم من لحظة إسلامه، دون الحاجة لتعويض الأيام السابقة، وفقًا لرأى الحنفية. أما المرتد خلال رمضان، فإن صومه لا يُعتبر صحيحًا.

• البلوغ: يجب أن يُضطر الفرد الصغير السن لصيام فترة معينة قبل أن يُصبح بالغًا، بينما يُلزمه البالغ لصيام كامل رمضان.

• العقل: لا يُلزم المجنون بالصوم، ولكنه إذا استعاد وعيه خلال رمضان، فإنه يجب عليه الصوم.

• الإقامة: الله سبحانه وتعالى خفف الصيام عن المسافرين، حيث يُسمح لهم بالإفطار.

  • يستطيع المسافر الذي يسافر لفترات طويلة الإفطار بدون حرج.

  • كما جاء في القرآن: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”.

• الطهارة: يجب أن يكون الشخص طاهرًا، فلا يصح صوم المرأة الحائض أو النفساء إلا بعد التطهر.

  • يتعين على المرأة التي تفوت أيام الصيام بسبب الحيض أن تُعوض ما فاتها لاحقًا.

• القدرة على الصيام: يُعفى المريض الذي لا يستطيع الصوم.

  • قال الله تعالى “وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”.

  • الله سبحانه وتعالى يَسْعَى لِيُيَسِّرَ لعباده، كما قال: “يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”.

شاهد أيضًا : 

أنواع الصوم

صوم رمضان

• يُعتبر صيام شهر رمضان واجبًا. فقد قال الله تعالى: “يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنواْ كَتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَام كَمَا كَتَبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.

  • وعلى الرغم من ذلك، هناك حالات لا يجوز فيها صيام رمضان مثل المرض والسفر أو الحيض.

  • كما جاء في الآيات القرآنية “فَمَن شَهِدَ مِنكُم الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مَن أَيَّامٍ أُخَرَ”.

صوم التمتع

• هذا النوع من الصوم خاص بفك الإحرام في الحج، ويكون واجبًا على الحاج الذي لا يستطيع ذبح شاة.

• يجعل هذا الصوم جزءًا من الجوانب الهامة في أشهر الحج، كما يُعتبر كفارة لمن حلق شعره أثناء الحج.

الصوم الكفارة

• في حالات معينة، تتطلب الكفارة صوم شهرين متتابعين لمن يعجز عن تحرير رقبة أو دفع دية لعائلة المقتول.

صوم التطوع

• من أبرز صيام التطوع يأتي صوم شهر محرم، حيث ورد عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: “الصلاة في جوف الليل”، فقيل: “فأي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: “شهر الله المحرّم”.

صوم يوم عرفة

• يُستحب صيام يوم عرفة لكل مسلم لم يؤدي فريضة الحج، وكذلك صيام أيام العشرة من ذي الحجة.

فوائد الصيام

• الصيام يُفيد في حل العديد من مشاكل المعدة والجهاز الهضمي.

  • حيث يسهم الامتناع عن الطعام في تقوية عضلات الجهاز الهضمي وزيادة نشاطه.

• يساعد على معالجة مشكلات مثل زيادة الحموضة وعسر الهضم والقرحة.

• يساهم في علاج التهاب المفاصل ويقلل من ظهور البثور ويُساعد الجسم على التخلص من الدهون الضارة.

  • كما يساهم الصيام في طرد السموم من الجسم.

• تساعد فترة الصيام في فقدان الوزن وتعمل على تقليل الشهية.

• يسهم الصيام في تقليل مستوى السكر، مما يؤدي إلى تقليص نسبة الأنسولين في الجسم.

• يساعد الصيام في خفض ضغط الدم.

  • كما يساهم في تقليل مستويات الكوليسترول في الدم ويعمل على خفض إفراز الأدرينالين.

• يساهم الصيام في تعزيز جهاز المناعة من خلال تناول الأطعمة الصحية المثمرة.

• يساعد الصيام في خفض الاعتماد على الكافيين أو إدمانه.

شاهد أيضًا : 

الصوم المنهي عنه

• الصوم في أيام العيد سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى.
• الصوم على مدار السنة دون توقف.

أركان الصيام

تتألف أركان الصيام من الأعمال الأساسية التي يجب القيام بها لضمان صحة الصوم، وهي كالتالي:

• النية (الإخلاص): يجب أن ينوي الصائم صيام اليوم قبل انطلاق الفجر بنية خالصة لله. النية تعد من الأمور الأساسية لصحة الصوم، وليس من الضروري التعبير عنها شفويًا، بل تكفي النية القلبية.
• الامتناع عن المفطرات: يتعين على الصائم الامتناع تمامًا عن الأكل والشرب والجماع وكل ما يُفطر الصوم من الفجر حتى غروب الشمس.
• القدرة: من الضروري توفر القدرة البدنية والعقلية على الصوم. في حالة وجود مشاكل صحية دائمة مثل المرض أو السفر الطويل، يمكن تأجيل الصيام لقضاء الأيام لاحقًا.
• تجنب الأذى: يجب على الصائم الامتناع عن القيام بأي أفعال قد تضر بنفسه أو بالآخرين خلال فترة الصوم، سواء في الأقوال أو الأفعال أو الأفكار.

مفسدات الصيام

تشمل مفسدات الصيام الأعمال التي تؤدي إلى فساد الصوم وإبطاله، وتتنوع هذه المفسدات بين الأعمال والأقوال والأفكار. إليك بعض المفسدات المعروفة للصيام:

• تناول الطعام والشراب: يُعتبر تناول الطعام أو الشراب عمدًا خلال ساعات الصوم مُفسدًا للصيام، سواء كان ذلك عمدًا أو عن غير قصد.
• ممارسة الجماع: ممارسة الجنس خلال ساعات الصوم يؤثر على صحة الصوم ويتطلب تعويض ذلك اليوم لاحقًا.
• التقيؤ عمدًا: إذا قام الصائم بالتقيؤ متعمدًا للتخفيف من الشعور بالجوع، فإن ذلك يُفسد الصوم.
• الحيض والنفاس: يُمنع على المرأة الصائمة الصوم خلال فترة الحيض أو النفاس، وعليها تعويض الأيام التي فاتتها بعد انتهاء تلك الفترة.
• الكذب والغيبة: تؤثر الأفعال السيئة مثل الكذب والغيبة سلبًا على قيمة الصوم وتفسده.
• الأفكار السلبية: الانغماس في الأفكار السلبية والسلوك الغاضب خلال فترة الصوم يُفسد الصوم، لذا يجب على الصائم الحفاظ على سلوك إيجابي وهادئ.