تتوزع الصورة الشعرية إلى عدة أنواع كما يلي:
في هذه الصورة، يقوم الشاعر بعرض أوجه التشابه الحقيقية واللفظية بين العناصر دون الاستناد إلى المعاني النفسية، مثل قول الشاعر:
أرْعَى الكَواكِبَ في السماء كأن لي
::: عند النُّجومِ رَهِينِةً لم تُدْفَـعِ
يجمع الشاعر في هذه الصورة بين الرؤية البصرية والمشاعر القلبية، مما يجعله يعتمد على اللغة والعاطفة والخيال. مثال على ذلك:
قريضي توحيه إلي قرحتي
فأشدوا به شذوا به يخلب اللب
تتجلى في هذه الصورة المعاني المجسدة والنفسية التعبيرية عن التجربة، مثل قول الشاعر:
حمامة الروض قد هيجت أشجاني
لما شدوت بلحن منك أبكاني
هل أنت مثلي في ود و في شجن
نأيت قبلي عن أهل و جيران
هيّا نردد أهازيج مروعة
نعزف على وتر في القلب رنّان
فكل ما هنا يدعو لأغنية
أسيفة، من فؤاد بركان
تُمثل الصورة الشعرية تعبيراً لغوياً بلاغياً وهي ذروة بناء القصيدة الشعرية. تتشكل مجموعة من العلاقات التي يخلقها الشاعر معبراً عن مشاعره الخاصة، تتبلور الصورة في خيال الشاعر تزامناً مع تطور النص الشعري ذاته. لذا، تتجلى جمالية النص وقوة دلالته في تجسيد الأفكار عبر الصور الشعرية بدلاً من التصريحات المجردة أو المبالغة.
تعتبر الصورة الشعرية سمة أسلوبية تميز كل شاعر عن الآخر، فهي تعكس انفعالاته وتجربته الفنية. تعمل كوسيلة فنية توازن بين المستوى المرغوب فيه وما تم إنجازه، مما يقرب المشاعر والأحاسيس من العمومية والتحليل بدلاً من التصوير والتخصيص، وتساهم في استكشاف الشاعر وتجربته وأبعادها.
تعتمد الصورة الشعرية على ثلاث أدوات رئيسية، وهي:
تشمل الصورة الشعرية عدة مكونات، وهي:
تؤدي الصورة الشعرية بوصفها مكونا أساسيا مجموعة من الوظائف، حسب السياق الذي يتواجد فيه، ومنها:
تعد هذه الوظيفة الأساس في الصورة الشعرية، حيث يركز الشعر على تقديم المعاني بصورة جمالية بعيدة عن اللغة التواصلية.
تتحقق هذه الوظيفة عندما يسعى الشاعر للتعبير عن حالته الوجدانية وما يشعر به من أحاسيس وتفاعلات مثل التجربة الرومانسية.
تتجلى هذه الوظيفة عندما يستخدم الشاعر الصورة الشعرية لجعل النص غنياً بالدلالات التي يمكن للقارئ استنتاجها من خلال التأويل.
يقوم النص على مجموعة من الأسس التي تُضفي عليه انطباعاً جمالياً ومعنوياً، وتعتبر الصورة الشعرية من أبرز الأسس المؤثرة في النص، حيث تسمح بقراءات متنوعة نظراً لتباين تأثيرها بين القراء. تتمثل المؤديات الوظيفية المشتركة بين الشعراء في:
توجد عدة مصادر للصورة الشعرية في العصر الحديث، منها:
تشمل ما يجربه الإنسان بناءً على حاجته في العالم الذي يعيش فيه الشاعر ويتواجد فيه.
تتمثل في المخزون الفكري والتراث الثقافي للشاعر، مما يساعد على الكشف عن المعاني الخفية للنص. يمكن لهذا الجانب أن يضيف عمقاً وتأثيراً للشاعر في شعره، كما يساهم في تجنب الوقوع في فخ النثرية والتقريرية.
أحدث التعليقات