يظهر الصداع في مجموعة متنوعة من الأشكال، حيث يختلف من حيث الموقع وشدة الألم وعدد مرات ظهوره. وقد أكدت الجمعية الدولية للصداع وجود أكثر من 150 نوعًا مختلفًا من الصداع. بناءً على الدراسات، يمكن تقسيم الصداع إلى فئتين رئيسيتين: الصداع الأولي والصداع الثانوي.
يمثل الصداع الأولي الحالات التي تكون فيها مشكلة الصداع هي العرض الرئيسي، وليست نتيجة لمشكلة صحية أخرى. ينجم الصداع الأولي عن التهاب الأنسجة الحساسة للألم في الرأس والرقبة، مثل الأوعية الدموية والعضلات والأعصاب. ورغم أنه قد يكون مزعجًا، إلا أنه لا يُعتبر مؤشرًا على حالة صحية خطيرة. يشمل الصداع الأولي عدة فئات، ويُعتبر كل من صداع التوتر، والصداع النصفي، والصداع العنقودي من الأنواع الأكثر شيوعًا.
يُعتبر صداع التوتر (بالإنجليزية: Tension headache) من بين أكثر أنواع الصداع الأولي شيوعًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية في عام 2016. ينطوي هذا النوع من الصداع على ألم ثابت يطال جانبي الرأس، وعادةً ما يستمر من نصف ساعة إلى عدة ساعات. قد يصاحبه شعور بالضغط خلف العينين، حساسية تجاه الضوء والأصوات، وألم عند لمس الرأس والرقبة. ورغم أن شدة الألم قد تختلف، إلا أن صداع التوتر نادرًا ما يمنع الشخص من أداء الأنشطة اليومية.
يحدث صداع التوتر في جميع الأعمار، لكن تكثر نسب حدوثه بين البالغين والمراهقين. قد يكون أكثر شيوعًا بين النساء، ويظهر أيضًا في بعض العائلات. غالبًا ما يكون سببه تضيق أو توتر عضلات الرأس والرقبة نتيجة للإصابات، أو التوتر، أو القلق. قد تؤدي بعض الأنشطة مثل استخدام الحاسوب أو القراءة لفترات طويلة إلى حدوثه. كما يمكن أن تلعب وضعية النوم دورًا في ذلك، وكذلك العوامل الأخرى مثل:
يُعالج صداع التوتر عادةً باستخدام مسكنات الألم المتاحة بدون وصفة طبية مثل الأسبرين، والآيبوبروفين، والأسيتامينوفين. تُعتبر هذه الأدوية فعالة في تخفيف أو إيقاف الألم، ولكن يجب الحذر من الاستخدام المفرط، الذي قد يؤدي إلى صداع يومي مزمن. عموماً، إذا استمر الصداع لأكثر من 15 يومًا في الشهر لأكثر من 90 يومًا، يُنصح بزيارة الطبيب.
الصداع النصفي، المعروف أيضًا بالشقيقة (بالإنجليزية: Migraine Headaches)، يتسم بألم نابض قد يستمر من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام، ويظهر عادةً من مرة إلى أربع مرات في الشهر. بالإضافة إلى الألم، قد يصاحبه أعراض أخرى مثل القيء أو الغثيان، اضطرابات في المعدة، وزيادة الحساسية للروائح والأصوات. قد يظهر على الأطفال بعض الأعراض مثل زغللة العينين والشحوب.
لا تزال أسباب الصداع النصفي غير مفهومة بالكامل، إلا أن العوامل الجينية والبيئية تلعب دورًا. قد يرتبط الصداع النصفي بتغيرات تحدث في جذع الدماغ وكيفيه تفاعل الأعصاب مع مسار الألم. العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالصداع النصفي تشمل:
لا يوجد علاج نهائي للصداع النصفي، لكن توجد طرق لعلاج الأعراض. يمكن أن تشمل العلاجات الأدوية العامة أو الخاصة بالصداع النصفي، والتي قد تشمل:
إذا كان الصداع النصفي شديدًا أو مستمرًا، قد يصف الطبيب أدوية لمنع النوبات المستقبلية.
يحدث الصداع العنقودي (بالإنجليزية: cluster headache) على شكل نوبات متقاربة تدوم من ساعة إلى ثلاث ساعات. يُعتبر أحد أكثر أنواع الصداع ألمًا، لكن حدوثه أقل تواترًا مقارنة بالصداع النصفي وصداع التوتر. يُصاحب هذا النوع من الصداع أعراض مثل:
الأسباب الدقيقة لحدوث الصداع العنقودي غير مفهومة، لكن يُعتقد أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة به. يُنصح الأفراد الذين يعانون من هذا النوع من الصداع بالامتناع عن تناول الكحول خلال نوبات الصداع.
لا يوجد علاج محدد للصداع العنقودي، لكن العلاج يركز على تخفيف الألم بواسطة تقنيات مثل العلاج بالأكسجين، ودواء الفيراباميل (بالإنجليزية: Verapamil) الذي يساعد على استرخاء الأوعية الدموية.
يرتبط صداع الإجهاد (بالإنجليزية: Exertional headaches) بالنشاط البدني، حيث يظهر عادة بصورة مفاجئة ويستمر من 5 دقائق إلى 48 ساعة، ويكون مصحوبًا بعدة أعراض مثل:
يصيب صداع الإجهاد الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الصداع النصفي، وغالبًا ما يحدث بعد السعال أو أثناء ممارسة الرياضة.
تكون معظم حالات صداع الإجهاد خفيفة وتستجيب للعلاج العام، ولكن البعض يمكن أن يستفيد من دواء الإندوميثاسين (بالإنجليزية: Indomethacin) قبل القيام بالنشاط البدني.
يعتبر صداع النوم (بالإنجليزية: Hypnic Headache) نادرًا، حيث يبدأ أثناء الليل ويستمر من 15 إلى 60 دقيقة. قد تتكرر النوبات حتى 15 مرة في الشهر.
تحقق الأبحاث في العلاقة المحتملة بين الصداع النومي ومراحل النوم، لكن لم يتم التوصل إلى أسباب واضحة بعد.
يُعتبر العلاج بالكافيين أحد الطرق الشائعة لعلاج صداع النوم. يمكن أيضًا استخدام أدوية مثل الإندوميثاسين والميلاتونين.
يعتبر الصداع الثانوي نوعًا نادر الحدوث من الصداع وقد يكون أكثر خطورة، حيث ينجم عن مشاكل صحية مثل إصابات الرأس أو التهاب الجيوب الأنفية.
ينجم صداع الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinus headaches) عن التهاب الجيوب الأنفية، ويشمل أعراض مثل ألم في منطقة العين والأنف. عادةً ما يتم الخلط بين هذا النوع والصداع النصفي.
قد يحدث صداع الجيوب الأنفية نتيجة التهاب الجيوب الناتج عن العدوى، سواء كانت فيروسية أو فطرية.
يُعالج صداع الجيوب الأنفية عادةً بمضادات الاحتقان، وإذا لم تتحسن الحالة خلال أسبوع، يجب مراجعة الطبيب. قد يتطلب الأمر أدوية إضافية مثل المضادات الحيوية.
يعرف أيضًا باسم الصداع الارتدادي (بالإنجليزية: rebound headache)، وهو يحدث بسبب الإفراط في تناول أدوية تخفيف الصداع، ويظهر كزيادة في شدة الألم وتكراره.
يحدث هذا النوع من الصداع نتيجة الاستخدام المفرط لمسكنات الألم، وينتج نوع من الحلقة المفرغة المتعلقة بتناول المسكنات.
يتطلب علاج الصداع الناتج عن الاستخدام المفرط فهم آلية الاستغناء عن الأدوية، وقد يستعمل بعض الأفراد أساليب مختلفة لتقليل تناول الأدوية.
تشمل أنواع الصداع الثانوي الأخرى:
إن آلام الرأس متعددة ومتنوعة. كم عدد الأنواع التي جربتها؟
أحدث التعليقات