يفهم التوحيد بأنه إيمان الإنسان بوجود الله تعالى، وتنزيهه عن كافة النواقص، وتخصيصه بالربوبية والألوهية، إضافة إلى الإيمان بكل ما يتعلق بأسمائه وصفاته. بينما يأتي الشرك في مقامٍ عكس الإيمان.
الشرك يشير إلى صرف أحد مظاهر العبادة لأحد مخلوقات الله، مثل الحجر أو الشجر أو بني آدم. وهذا يتناقض مع الأساس المطلوب من التنزيه والإفراد في حق الله تعالى، أو القيام بأفعال تخالف أوامر الله عز وجل.
يتقسم الشرك إلى نوعين رئيسيين؛ الشرك الأكبر والشرك الأصغر، وسنوضح كل منهما كما يلي:
الشرك الأكبر هو توجيه العبادة والتضرع لغير الله -عز وجل-، مما قد يؤدي إلى خروج الشخص من الملة والدين. ومن الأمثلة على ذلك الذبح لغير الله أو الدعاء لأحد غير الله في ما لا يقدر عليه إلا الله. وينقسم الشرك الأكبر إلى عدة أنواع، هي:
يؤمن المسلم بأن الله تعالى هو الرزاق المدبر الخالق المحيي المميت، وأي اعتقاد يُظهر أن هناك مخلوقاً يُشارك الله في أفعاله يُعتبر صورة من صور الشرك الأكبر.
الله -سبحانه وتعالى- هو المستحق الوحيد للعبادة والدعاء، كما ورد في قوله تعالى: (اللّهُ لا إلهَ إلا هوَ الحيُّ القيُّومُ). اعتقاد أي إنسان بوجود شريك لله في العبادة يُعتبر شركاً أكبر.
لله -عز وجل- الأسماء الحسنى والصفات العلى المذكورة في الكتاب والسنة، ولا يجوز نسبتها لغيره، واعتقاد الإنسان بأن بعض هذه الصفات تتواجد في مخلوق يعتبر شركاً بالله.
الشرك الأصغر يشمل الأعمال التي قد تقود الإنسان إلى الكبائر، لكنها لا تُخرجه من الملة كما هو الحال مع الشرك الأكبر، وقد تؤدي ممارستها المتكررة إلى الوقوع في الشرك الأكبر. يُعتبر هذا النوع من نقص التوحيد، ويأتي في صيغ متعددة، من بينها:
الشرك يختلف عن الكفر من حيث المفهوم والمضمون، إذ أن الشرك يعني إشراك الله تعالى مع مخلوقاته في العبادة أو التضرع أو اللجوء، أو القيام بأفعال تخالف أوامر الله ونواهيه، بينما الكفر يعني الجحود تجاه ما عند الله من أوامر وأقدار.
يُعتبر الكفر مفهومًا أوسع من الشرك، فقد يكون شخص مشركًا ولكنه غير كافر، ولكن لا يوجد كافر غير مشرك. المشرك في الشرك الأكبر يُعد كافرًا، بينما المشرك في الشرك الأصغر قد لا يصل إلى حد الكفر.
أحدث التعليقات