يُعتبر الشرك بالله من أكبر الذنوب، نظرًا لما ينطوي عليه من ظلمٍ كبير. في هذا المقال، سوف نستعرض أنواع الشرك الأصغر.
يُعرف العمل لغير وجه الله -تعالى-، أو عدم إخلاص النيّة له وحده، بأنه من الرياء وأحد أشكال الشرك الأصغر. فمثلًا، قد يقوم المسلم بالصلاة بنية مبدئية خالصة لله، لكنه ينتبه إلى نظرات الناس فيصبح يهتم بمدحهم على حساب رضا الله. في هذه الحالة، يُعتبر هذا السلوك شركًا أصغر لا يُخرج من المِلّة، ولكنه ينقص من أجر الطاعة حسب مقدار العمل الذي يُكرّسه لغير الله. كما قد يُحبط العمل بالكامل إذا طغى هذا السلوك.
يجسد قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا المفهوم: (إذا جمعَ اللّهُ النّاسَ يومَ القيامةِ ليَومٍ لا رَيبَ فيهِ، نادى مُنادٍ: مَن كانَ أشركَ في عَمَلٍ عَمَلَهُ للّهِ أحدًا فليطلب ثوابَهُ من عندِ غيرِ اللّهِ، فإنَّ اللّهَ أَغنى الشُّرَكاءِ عنِ الشِّركِ). فالعمل المقبول من الله هو ما كان خالصًا له وحده.
التطيّر، والذي يعني التشاؤم، يُعتبر سببًا من أسباب عدم التوكّل على الله -عز وجل-. كمثال، قد يسافر أحدهم ويرى حادث سيارة، فيعتقد أن ذلك يشير إلى فشل سفره أو تجارته، مما يُصيبه بالتطيّر الشركي. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ، قالوا: وما كفارةُ ذلك؟ قال: يقول: اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ، ولا خيرَ إلَّا خيرُكَ، ولا إلهَ غيرُكَ).
التكبر هنا يعني التعالي والاحتقار للناس، حيث يُرى الشخص المتكبر بأنه الأفضل دون الآخرين. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَدْخُلُ الجَنّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ). ووضح الرجل أن حبّ الشخص لأفضل مظهره ليس كبرًا، وإنما الكبر هو رفض الحق واحتقار الناس.
يُعتبر سبّ الدهر أيضًا نوعًا من الشرك الأصغر. فسب الأيام أو السنوات مع العلم أن الله هو من يخلقها يُظهر اعتقادًا بأن الدهر هو المتحكم فيها. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَسُبُّ أحَدُكُمُ الدَّهْرَ، فإنَّ اللَّهَ هو الدَّهْرُ). السب هنا ليست قضية تعبير عن الحزن، بل إنها تمثل سبًّا لمسببها وهو الله تعالى.
الاستسقاء بالنجوم يُعتبر من الممارسات الجاهلية المنافية للتوحيد، حيث يُنسب نزول المطر إلى النجوم ويُعتقد أنها السبب. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَرْبَعٌ في أُمَّتي مِن أمْرِ الجاهِلِيَّةِ، لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ في الأحْسابِ، والطَّعْنُ في الأنْسابِ، والاسْتِسْقاءُ بالنُّجُومِ، والنِّياحَةُ).
هذا يُظهر مثالًا على الشرك الأصغر، مثل قول “لولا الكلب لأتانا اللصوص”، حيث يُقصد به الاعتقاد في شراكة الله مع غيره. وقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن المقصود بالأنداد في قوله تعالى: (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا) هو الشرك الأصغر.
الحلف بغير الله، مثل الحلف بالنبي أو بأشياء أخرى، يُعتبر محذورًا. حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من حلف بغيرِ اللهِ فقد كفرَ أو أشركَ). ولذلك، ينبغي على المسلم أن يحلف بالله فقط.
هذا القول يُعدّ من الشرك الأصغر. فعندما قال أحدهم “ما شاء الله وشئت”، نصحه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقول “ما شاءَ اللهُ وحدَه”. وورد عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- النهي عن قول “ما شاءَ اللهُ وشاءَ فلانٌ”.
الرياء يُعرف بأنه العمل الذي يُراد به ظاهريًا وجه الله، لكنه في الحقيقة يُراد به مدح الناس. وقد حذّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الرياء، قائلًا: (أخوفُ ما أخافُ عليكمُ الشركُ الأصغرُ، فسُئِلَ عنه، فقال: الرياءُ).
توجد عدة اختلافات بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر، منها:
في الختام، يُظهر الشرك بالله تعالى ظلمًا عظيمًا للنفس وذنبًا كبيرًا. هناك عدة أمثلة على الشرك الأصغر، مثل عدم الإخلاص في العمل والتشاؤم، واستخدام الألفاظ التي تعبر عن شك في إرادة الله. كما بُينت في هذا المقال الفروقات الجوهرية بين الشرك الأصغر والأكبر.
أحدث التعليقات