تعتبر صناعة السفن من الفنون القديمة التي مرّت بعدد من المراحل التطورية، حيث بدأ الإنسان في تكوين علاقة مع البحر من خلال صناعة القوارب البدائية، إلى أن تطور الأمر ليشمل بناء السفن العملاقة. في هذا المقال، سنتناول أشهر أنواع السفن وطرق تصنيعها في العصور القديمة والحديثة.

صناعة السفن:

رغم أن الإنسان كان يخشى البحر في عصور مضت، إلا أنه استجاب لتحدياته وبدأ صناعة السفن. في البداية، كانت السفن عبارة عن قوارب صغيرة مصنوعة من الخشب بشكل بدائي، حيث كانت تستخدم لأغراض الصيد.

تطور صناعة السفن:

• تقدمت صناعة السفن عبر الزمن بفضل اكتشاف الآلات الحديثة وتنوع مصادر الطاقة مثل الفحم. بدأت الصناعة تنمو نظراً لمميزات النقل البحري، الذي يعد من بين أقل وسائل النقل تكلفة، بالإضافة إلى قدرة السفن على نقل الأحمال الضخمة من البضائع.
• استمر الإنسان في استخدام الخشب، مثل خشب البامبو، في صناعة السفن حتى نهاية القرن التاسع عشر. بعد ذلك، بدأ في استخدام الحديد وألياف الزجاج، مما أدى إلى ظهور شركات مختصة في صناعة السفن البحرية. لقد تطورت السفن في هذا الوقت إلى نوعين: لنقل الركاب وآخر لنقل البضائع.
• علاوة على ذلك، زادت سرعة السفن الحديدية لتصل إلى 40 عقدة في الساعة. تُبنى السفن عادة في أحواض قريبة من البحر، مما يسهل عملية إنزالها بعد الانتهاء من تصنيعها وصيانتها عند الحاجة.

تاريخ صناعة السفن:

• استخدم المصريون القدماء صمامات من القصب لصنع القوارب الشراعية التي كانت تُبحر في نهر النيل، وذلك في عام 4000 ق.م.
• تطورت هذه القوارب مع الوقت لتصبح مراكب خشبية تُبحر في المحيطات بحلول عام 2500 ق.م.
• في عام 1500 ق.م، بدأ الفينيقيون باستخدام المراكب التي تعتمد على قوة الرجال في نقل البضائع والتجارة.
• عام 1000 م، تم صنع زوارق مصممة للعبور عبر المحيطات والأنهار، التي كانت تحتاج إلى 50 مجدفًا على الأقل، وذلك بسبب تصميمها الضيق والطويل.
• استفاد الصينيون من سفن الجنك في عام 1100 م، والتي كانت تعتمد على الموجات لتحديد اتجاهها وكانت تحتوي على مقصورات مضادة لتسرب المياه.
• في عام 1450، انتشرت السفن الخشبية التي تشمل 4 صوار.
• في عام 1660، استخدم الملك تشارلز الثاني اليخوت في إنجلترا.
• عام 1800، تم تدشين السفن الكليبرية التي عُرفت بسرعتها الكبيرة.
• في عام 1819، تم إدخال استخدام الرياح والطاقة البخارية لتسيير السفن.
• عام 1845، بدأ استخدام الحديد في بناء السفن، حيث استبدلت الأشرعة بالمراوح لدفعها.
• بحلول عام 1910، بدأ الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للطاقة بدلاً من البخار.
• في عام 1990، تم ابتكار البواخر السياحية، التي زُوّدت بكافة وسائل الراحة الحديثة مثل المطاعم والمقاهي.

أشهر أنواع السفن قديمًا:

• غليون.
• شمندي.
• جالبوت.
• البقارة.
• السنبوك.
• الغنجة.
• التنكات.
• الزاروك.
• الترانكي.
• الغراب.
• البتيل.
• البانوش.
• جلاسة.
• تشالة.
• البلم.
• الرمث.
• الماشوة.
• أبو بوز.
• الشاشة.
• صنكيري.
• لنج.
• شوعي.

أنواع السفن:

1- سفن البضائع:

تصمم هذه السفن لتكون مستودعات تخزين للبضائع الكبيرة مثل السيارات والمنتجات التي تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة.

2- سفن نقل النفط:

تشبه هذه السفن في تصميمها سفن البضائع، ولكن يتم تجهيز الهيكل الداخلي ليكون مكونًا من صهاريج خصيصًا لنقل النفط والوقود.

3- السفن العسكرية:

تتنوع أشكال وأحجام هذه السفن، حيث تشمل أنواعًا مخصصة لحمل الطائرات والغواصات، وكذلك أنواع مصممة لحمل الألغام والأسلحة المختلفة.

4- سفن الصيد:

تمتاز هذه السفن بالتخصص في صيد الأسماك، وبعضها يضم مزايا فاخرة وأحدث وسائل الصيد.

5- سفن الركاب:

خصصت هذه السفن لنقل الركاب، وتُعدّ بعضها مزودة بأحدث وسائل الراحة والتجهيزات.

أدوات صناعة السفن:

• تستخدم الخشب بأنواعه المتعددة، مثل خشب الفيني، الجنقلي، الساج، المنطيج، الفنص، الميط، والقرط.
• توجد أنواع أخرى من الأخشاب مثل خشب المنتيي، خشب الفن، وخشب باكة، بالإضافة إلى مواد أخرى مثل قماش الشراع، الحبال، والمغري.
• تستخدم أيضًا أدوات الصناعة مثل المناشير، المسامير، المقداح، المطرقة، والمنقر.

أجزاء السفن قديمًا:

• السكان: ينقسم إلى 8 أجزاء تشمل (رقبة السكان، الكانة، الرماد، النره، حلقة السلامة السميجة).
• الصدر: يتكون من 9 أجزاء مثل (الجبلات، الخزم، البراميل، النجشة).
• المؤخرة: تتكون من 4 أجزاء رئيسية، وهي (العنافة، الرماد، وحلقة السلامة).
• الهيكل الخارجي للسفينة يشتمل على عدة عناصر مثل (الشفرة، الدوم، والشرت).