الرابطة التساهمية تُعد واحدة من أبرز أنواع الروابط الكيميائية، وتفخر بأنها من أقوى الروابط التي تربط بين الذرات. يتم تشكيل هذه الرابطة عندما تشارك ذرتان أو أكثر في زوج واحد أو أكثر من الإلكترونات، مما يتيح لها الوصول إلى حالة توازن واستقرار كيميائي. ويتسم هذا الترابط بالجذب الإلكتروستاتيكي، كما تتشكل الرابطة التساهمية عندما تكون الطاقة الإجمالية للذرات المترابطة أقل من الطاقة في الذرات المفردة.
تميل الذرات إلى الانخراط في مشاركة أزواج الإلكترونات لتحقيق ما يعرف بقاعدة الثمانية (بالإنجليزية: octet rule)، وهي قاعدة كيميائية تشير إلى أن الذرات تسعى للارتباط بحيث يكون عدد الإلكترونات في غلافها الخارجي مساوياً لثمانية. هذا الأمر يعني أن الجزيئات ستصبح أكثر استقراراً، وذلك لأن جميع المدارات ستكون ممتلئة بالكامل.
تحدد عدد أزواج الإلكترونات المشتركة بين ذرتين نوع الرابطة التساهمية التي تتشكل بينهما. فيما يلي توضيح لمختلف أنواع الروابط التساهمية:
تعتبر الرابطة الأحادية هي الرابطة التي تساهم فيها كل ذرة بزاوج واحد من إلكترونات المدار الخارجي (إلكترونات التكافؤ). ومن المثال الشائع على هذه الرابطة هو الرابطة الأحادية بين ذرات الهيدروجين (H2)، حيث يمكن التعبير عنها بالصورة (H–H). يُعتبر هذا النوع من الروابط أضعف من الروابط الثنائية والثلاثية، ولكن له استقرار أكبر.
تتكون الرابطة الثنائية من مشاركة كل ذرة بزوجين من إلكترونات التكافؤ، مما يعني أنها تتضمن أربعة إلكترونات. مثال على ذلك هو الرابطة الثنائية بين ذرات ثاني أكسيد الكربون (CO2)، والتي يمكن تمثيلها بالصورة (O=C=O). تعد هذه الرابطة أقوى من الرابطة الأحادية، لكنها أقل استقراراً.
تشكل الرابطة الثلاثية عندما تشارك كل ذرة بثلاثة أزواج من إلكترونات التكافؤ، أي ستة إلكترونات. مثال على ذلك هو الرابطة الثلاثية بين ذرات غاز النيتروجين (N2)، والتي يمكن تمثيلها بالصورة (N≡N). يعد هذا النوع من الروابط الأضعف من بين الأنواع الثلاثة الرئيسية للرابط التساهمية.
تنقسم الروابط التساهمية بحسب القطبية إلى نوعين:
تتشكل الروابط الكيميائية القوية عن طريق انتقال الإلكترونات أو التجاذب الكهروستاتيكي بين الذرات، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق حالة الاستقرار للذرات. تكون هذه الحالة هي التي لا تحتاج فيها الذرات إلى التفاعل لوجود توازن داخلي لديها. تشكل الذرات فيما بينها أنواعاً متعددة من الروابط، ومن بينها الرابطة التساهمية المذكورة سابقاً، والأنواع الأخرى هي كما يأتي:
أحدث التعليقات