تنقسم الذبائح الشرعية إلى قسمين رئيسيين هما الذبائح الواجبة والذبائح المستحبّة، وفيما يلي التفصيل:
تتوزع الذبائح الواجبة إلى خمس فئات رئيسية كما يلي:
يتم تقديم هذا الهدي إلى بيت الله الحرام كوسيلة للتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى-، وهو واجب فقط على الحاج القارن أو المتمتع، بينما ما يقدمه الآخرون من الحجاج يُعتبر تطوعاً. والدليل على ذلك من القرآن الكريم حيث يقول الله -تعالى-: (فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ).
هذا الدم يُشرع للحاج الذي يُفوت الوقوف بعرفة، سواء وقف هناك في فجر يوم النحر أو بعده، فإنه يجب عليه التحلل بعمرة ويكون عليه قضاء الحج بالإضافة إلى ذبح دم الفوات، ما لم يكن قد اشترط ذلك عند إحرامه. بينما الإحصار هو ما يحدث عندما يُمنع الحاج من الوصول إلى البيت الحرام. والدليل على ذلك هو قول الله -تعالى-: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).
استناداً إلى قول الله -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ)، فإن النسك هنا يشير إلى الذبح.
يتطلب ذلك الذبح عندما يكون الصيد مُحرمًا أو يحدث في الحرم، ويجب حينها تقديم مثل ما صاد أو تقدير قيمته، وذلك وفقاً لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ).
إذا ألزم المسلم نفسه بالذبح في النذر، فإن ذلك يُعتبر واجباً عليه كجزء من الوفاء بالنذر الذي قطعه.
الذبائح المستحبّة هي التي حددها الشرع كأعمال مستحبة، وتشمل ما يلي:
تُعتبر الأضحية من شعائر الله، والدليل على ذلك هو قول الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
وهي الذبيحة التي تُقدم كنوع من الشكر لله -تعالى- على نعمة المولود، وقد رُوي عن سلمان بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (معَ الغُلامِ عقيقتُهُ فأهَريقوا عنهُ دمًا وأميطوا عنهُ الأذَى).
هذا الهدي يقوم به الحاج غير القارن أو المتمتع، كما يمكن أن يقوم به المعتمر أو أي مسلم يهدي إلى بيت الله الحرام. وقد ورد عن عائشة -رضي الله عنها- قولها: (قَدْ كُنْتُ أفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَبْعَثُ هَدْيَهُ إلى الكَعْبَةِ، فَما يَحْرُمُ عليه ممَّا حَلَّ لِلرِّجَالِ مِن أهْلِهِ، حتَّى يَرْجِعَ النَّاسُ).
الصدقة تُعد مستحبة لما ثبت من فضلها في النصوص الشرعية.
استنادًا إلى قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أوْلِمْ ولو بشَاةٍ).
الذبائح هي جمع ذبيح أو ذبيحة، وذبيحة في اللغة تعني ما تم ذبحه، وفي الشرع تعني الحيوان الذي تم تذكيته وفق الطريقة الشرعية. التذكية هي ذبح الحيوان الذي أحل الإسلام أكله بقطع الحلقوم والمريء إن كان بالإمكان ذلك.
في حال عدم القدرة على ذلك، يتم جرحه. تنطبق أحكام جميع الذبائح التي شرعها الإسلام على الأضحية، حيث ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (لا تَذبَحوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ تَعسُرَ عليكم، فتَذبَحوا جَذَعةً منَ الضَّأْنِ). بينما حكم الأضحية فقد قال الإمام أبو حنيفة إنها واجبة مرة واحدة في كل عام، بينما قال جمهور العلماء إن الأضحية سنّة مؤكدة، مع كراهية تركها لمن يقدر عليها.
أحدث التعليقات