يُعتبر الحياء من أفضل الصفات التي تعزز الأخلاق الرفيعة، حيث يمنع الشخص الذي يتحلى به من ارتكاب الأفعال المشينة. إن الحياء يشجعنا على التمسك بالخصال الحميدة والسلوك القويم.
تعريف الحياء
- في اللغة، يشير الحياء إلى التحفظ والحياء، بينما يعكس عكسه الوقاحة، مما يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على الألفاظ والمعاني.
- أما في الاصطلاح، فإن الحياء يُعتبر خلقاً رفيعاً يدفع صاحبه إلى تجنب الأفعال القبيحة والتحلي بالخصال الحميدة.
للمزيد، اقرأ:
الحياء في الإسلام
- يتعلق الحياء بالنفس البشرية، فهو فطرة وضعها الله تعالى في قلوب الأنبياء وغيرهم، مثل الحياء من كشف العورة في المجتمع.
- ويمثل الحياء الإيماني ترك المعاصي والابتعاد عنها، حيث قال أبو حاتم: «إن المرء إذا اشتد حياؤه صان مساوئه ونشر محاسنه».
ما الفرق بين الحياء والخجل؟
- الخجل يمكن أن يظهر من خلال علامات معينة على الوجه عند القيام بأفعال غير لائقة أمام الآخرين.
- بينما الحياء هو قوة داخلية تعيق الشخص عن القيام بالأفعال القبيحة.
أقسام الحياء في الإسلام
أقسام الحياء وفقاً للإضافة
- الحياء من الله، ففي الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «استح من الله كما تستحيي من ذوي الهيبة في قومك».
- الحياء من الناس، وهو مذكور في قول حذيفة: «لا خير فيمن لا يستحي من الناس».
- الحياء من النفس، وهو جزء مهم يعبر عن شرف وكرامة الشخص، فالشخص الذي يستحي من نفسه يزداد استحياءً من الآخرين.
أقسام الحياء وفقاً لمكانه
- حياء فطري، وهو ذلك الحياء الذي يُولد مع الإنسان، كما هو الحال في حياء الأطفال.
- الحياء المكتسب، الذي يتم تعلمه وتطويره من خلال التعاليم الدينية، مما يحث المسلم على القيام بالأفعال القويمة ويبعده عن المحرمات.
أشكال الحياء
- حياء التقصير، كما يظهر في حياء الملائكة على الرغم من عبادتهم المستمرة لله.
- حياء العبد من ربه، وهو حياء مرتبط بالإجلال والتقدير.
- حياء الحشمة الذي يتجلى في الحفاظ على اللفظ والمضمون.
- حياء المحبة، وهو نوع من الحياء الجميل الذي يدل على المشاعر الصادقة.
- حياء العبودية، الذي يجمع بين الحب والخوف من الله.
- حياء الكرامة والرفعة، حيث يكون لدى الشخص الكبير في النفس شعور بالاستحياء من الأخذ من الآخرين.
- وأخيراً، حياء الشخص من نفسه، وهو من أعلى وأكمل في أشكال الحياء.
الحياء في القرآن الكريم
- قال الله تعالى في سورة القصص: «فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ…».
- وفي سورة الأحزاب قال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ…».
أحاديث عن الحياء
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها.
- ذكر أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحياء شعبة من الإيمان».
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: «دعه فإن الحياء من الإيمان».
- تشير الأحاديث إلى أن الحياء يحمل أهدافًا سامية ويعزز السلوكيات الحسنة.
- كما قال صلى الله عليه وسلم: «الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر» (رواه الحاكم).
- وفي حديثه عن الحياء من الله، قال صلى الله عليه وسلم: «استحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح».
- أكد الفاروق عمر رضي الله عنه أن «من قل حياؤه قل ورعه».
استمرارية الأحاديث حول الحياء
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استحيوا من الله حق الحياء».
- وطلب من الصحابة التحلي بخصال الحياء في جميع أفعالهم وأفكارهم.
- وأشار العديد من العلماء إلى أهمية الحياء في الحفاظ على النفس والسمعة.
- تناول أحد العلماء موضوع الأمانة وضرورة أن يبتعد الإنسان عن أخذ شيء بدون إذن.
لا تفوت قراءة مقالنا عن:
أحدث التعليقات