أنواع الحياء في الإسلام يُمكن الاستدلال عليها بسهولة من خلال آيات الذِكر الحكيم والسُنة النبوية الشريفة، حيث جاء الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بكلام يوضح لنا كل التفاصيل المتعلقة بمكارم الأخلاق، وإن الحياء لهو خُلق من أعظم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل مُسلم ومُسلمة، ومن خلال موقع سوبر بابا نتناول الحديث عنه بشيء من التفصيل.
منذ الوهلة الأولى والإسلام يدعونا إلى مكارم الأخلاق، فهي الرسالة التي كُلِف النبيّ صلى الله عليه وسلم بها بجانب الدعوة إلى السلام، ومن بين الأخلاق الكريمة نجد أن الحياء هو المفتاح الذي يُغلق باب الشرور في الدُنيا، أما عن أنواعه فهي آتية على النحو التالي:
إنه أعظم أنواع الحياء في الإسلام، حيث يقود صاحبه إلى الالتزام بأداء العبادات في أوقاتها دون تقصير، نظرًا لأنه يؤمن بمراقبة الله له في كل وقت وأي مكان، لذا يستحي أن يرتكب المعصية، وقد حثنا النبيّ على التحلّي بهذا النوع من الحياء.
جاء ذلك في رواية عبد الله بن مسعود: “استَحيوا منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ، قُلنا: يا رسولَ اللَّهِ إنَّا لنَستحيي والحمد لله، قالَ: ليسَ ذاكَ، ولَكِنَّ الاستحياءَ منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ أن تحفَظ الرَّأسَ، وما وَعى، وتحفَظَ البَطنَ، وما حوَى، ولتَذكرِ الموتَ والبِلى، ومَن أرادَ الآخرةَ ترَكَ زينةَ الدُّنيا، فمَن فَعلَ ذلِكَ فقدَ استحيا يعني: منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ” صحيح الترمذيّ.
يُشير هذا النوع من أنواع الحياء في الإسلام إلى ضرورة المعرفة بأن هناك ملائكة تكتب كل فعلة يفعلها ابن آدم، لذا عليه أن يتحلى بالحياء منهم، فإن ذلك يساعد في تجنب المعاصي والأفعال القبيحة.
يُعد هو الضابط الأكثر فعالية لأفعال المرء، فإن استحى من الناس قضى أكبر وقت مُمكن غير قادر على ارتكاب كل ما هو قبيح من الفعل والقول.
أمرٌ ضروري أن يستحي المسلم من أن يرتكب الذنوب احترامًا لنفسه قبل أن يكون ذلك بغرض احترام الناس، حيث إن المرء الذي يستحي من الناس دون نفسه دائمًا ما تكون قيمة نفسه عنده قليلة مقارنةً بقيمة الناس.
قد يجعله ذلك مستحيًا من فعل الأعمال القبيحة أمام الناس فقط، أما الاستحياء من النفس فهو يجعل صاحبه غير قادر على ارتكاب الذنوب حتى ولو كان وحده، وهو ما يجعل مفهوم الحياء متجليًا في العفة وحُسن السريرة والحفاظ على حُرمة الخلوات.
اقرأ أيضًا: قصص عن الحياء في الإسلام
جدير بالمعرفة أن أقسام الحياء في الإسلام يختلف مفهومها عن أقسام الحياء باعتبار محله، حيث إنه التصنيف الذي يوجد نوعان من الحياء، وهما:
من المهم أن يكون المسلم على دراية تامة بأن أنواع الحياء في الإسلام تختلف عن الخجل الذي يشعر به الشخص عند حدوث موقف مُعين في محل خاطئ جعل صاحبه يشعر بالإحراج أمام الآخرين.
بيّن لنا القرآن الكريم عدة صور من أنواع الحياء في الإسلام، نظرًا لأنه الصفة الحميدة التي تجعلنا نتمسك بأخلاقنا الطيبة المنتمية إلى الدين الإسلامي، والتي تبعدنا عن كل ما هو قبيح من الأفعال، وجاء ذلك في أكثر من موضع، منها ما يلي:
اقرأ أيضًا: إذاعة عن الحياء قصيرة
إن مختلف أنواع الحياء في الإسلام لها العديد من الفضائل التي تعود بالنفع على صاحبه في الدُنيا والآخرة، وقد جاء ذلك في العديد من أقوال العلماء والسلف الصالح عن الحياء، ومن أبرزها:
يُمكن الاستدلال على أنواع الحياء في الإسلام من خلال السُنة النبوية الشريفة التي تركها لنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لتضيء لنا الطريق الذي نسير فيه لنحافظ على ديننا الحنيف، وقد نُقِلت العديد من الأحاديث إلينا لنجد فيها الترغيب في الاتصاف بالحياء من خلال توضيح فضائل مختلف الأنواع منه، وفيما يلي نذكر الصحيح منها:
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الحياء
فضلًا عن أنواع الحياء في الإسلام فإن الاتصاف بتلك الصفة له العديد من الفضائل، والتي جاءت الدلائل عليها في أكثر من موضع في السُنة النبوية الشريفة، منها ما تمثل على هيئة دعوة من الرسول للاتصاف بالحياء، ومنها ما نذكره مع فضيلة الحياء بشيء من التفصيل فيما يلي:
هناك العديد من الصفات الأخلاقية التي يُحبها الله ويكون صاحبها أقرب إليه من أي شخص آخر، ومن بينها الحياء، حيث يجعل المؤمن أقرب إلى ربه، وذلك استدلالًا بقول النبيّ صلى الله عليه وسلم المرويّ عن أبي هريرة رضي الله عنه:
“إنَّ اللهَ تعالى إذا أنعَم على عبدٍ نعمةً، يحبُّ أن يرى أثرَ النِّعمةِ عليه، ويكره البُؤسَ والتَّباؤسَ، ويُبغِضُ السائلَ الملْحِفَ، ويحبُّ الحييَّ العفيفَ المتعفِّفَ” صحيح الجامع.
أوضح النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الفعل الفاحش ما كان في شيء إلا وعابه أو أنقصه، والمقصود بالفعل الفاحش هنا هو كل ما قبيح من الفعل والقول والأخلاق.
أما الحياء فما كان في شيء إلا وزيّنه، أي أكمله وجعله أكثر جمالًا، وذلك في رواية أنس بن مالك: “ما كانَ الفحشُ في شيءٍ إلَّا شانَه وما كانَ الحياءُ في شيءٍ إلَّا زانَه” صحيح الترمذيّ.
تحدث الكثير من الأهوال العصيبة في يوم القيامة، ومن ضمنها أن الشمس تقترب من رءوس العباد فيشتد عليهم الحرّ، أما صاحب صفة الحياء فإنه ممن بشرهم الله -عز وجل- بأنهم من السبعة الذين يظلهم بظله، وذلك في رواية أبي هريرة رضي الله عنه:
“سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ” صحيح البخاري.
إن الحياء هو الصفة الأخلاقية التي تمنع صاحبها من القيام بالقبيح من الأفعال والأقوال، حيث يستحي الفاعل من القيام بالمعاصي، وهو أحد أنواع الحياء في الإسلام، ونتيجة لذلك يُعد أقرب إلى الجنة.
يرجع الفضل في ذلك إلى اتصاف الذات الإلهية بالحياء، وجاء الدليل على ذلك في رواية أبي هريرة: “الحياءُ منَ الإيمانِ، والإيمانُ في الجنَّةِ، والبَذاءُ منَ الجفاءِ، والجفاءُ في النَّارِ” صحيح الترمذيّ.
يُعد الحياء من أجلّ الأخلاقيات التي حثنا الدين الإسلامي على التحلي بها، والتي تقي صاحبها من الأعمال السيئة، وتمنحه الثواب العظيم في الآخرة.
أحدث التعليقات