يجدر الإشارة بدايةً إلى أن تقييم الحديث من حيث صحته أو قبوله يعتمد على تحقق عدة شروط أساسية، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:
إن اختلال أي من هذه الشروط يؤدي إلى خروج الحديث من دائرة المقبول إلى دائرة المردود. ويشمل الشرطان الثاني والثالث حال الراوي، وهو ما سيتم توضيحه في هذا المقال -بمشيئة الله- لاحقاً.
تتضمن الألفاظ المستخدمة لوصف الحديث مثل “ضعيف”، “ضعيف جداً”، أو “موضوع”، حيث تُستخدم هذه المصطلحات من قبل المحدثين لوصف الحديث الذي يفتقر إلى شرط أو أكثر من شروط الصحة. وعلى الرغم من ذلك، فإن سبب الضعف لا يستلزم بالضرورة أن يُطلق عليه الاسم الذي يعكس سبب ضعفه. ومن أبرز أسباب ضعف الحديث بسبب الطعن في الراوي:
وفي حال وجود كذاب بين رواة الحديث، يُعتبر الحديث موضوعًا.
هنا يمكن أن يُطلق على الحديث عدة ألقاب مثل ضعيف، ضعيف جداً، متروك، واهٍ، أو منكر، اعتمادًا على مدى اختلال الضبط عند الراوي. وقد يكون من الصعب تحديد الفروق الدقيقة بين كل لقب، ولكن من المهم معرفة أن المشكلة تتعلق في الأساس باختلال الضبط لدى الرواة.
من المهم التأكيد على أن الحديث حول العلل مرتبط بالراوي ولا يتعلق بشروط أخرى، على الرغم من أن بعض الألقاب تتقاطع في كثير من الأحيان مع العلل الأخرى. ومن بين الألقاب الشائعة التي تُطلق على الأحاديث التي تعاني من علة بسبب الطعن في الراوي:
وهو الحديث الذي يحتوي على راوٍ كذاب، حيث ينبغي التأكيد على أنه لا يجوز روايته إلا بغرض بيان كذبه على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
يستعمل هذا اللقب غالباً لوصف الحديث الذي يحتوي على راوٍ مجهول، أو راوٍ لم يبلغ ضبطه درجة الحديث الحسن ولم يكن كثير الغلط.
يستخدم هذا اللقب عادةً لوصف الحديث الذي يحتوي على راوٍ يخطئ كثيرًا.
يطلق هذا اللقب غالباً على الحديث الذي يحتوي على راوٍ غالب أخطائه.
يعتبر هذا اللقب من الألقاب التي يذكرها المحدثون عند تقسيم الحديث من حيث انقطاع السند، إلا أن الأمر يتطلب وجود كلا العنصرين؛ أي تدليس الراوي مع انقطاع السند في بعض أنواعه. ولذلك، يُعتبر تضمين الحديث المدلس ضمن أنواع الحديث الضعيف نتيجة للطعن في الراوي مناسبًا.
اختلف المحدثون في تصنيف وحصر ألقاب الحديث المردود بالنسبة لاختلال شرط من شروط الصحة أو أكثر. فقد حصرها بعضهم في خمسة وأربعين لقبًا، بينما نسج آخرون على ذلك حتى وصل العدد عند بعضهم إلى خمسمئة وعشرة ألقاب.
أحدث التعليقات