يُعتبر تلوث المياه من أخطر التحديات البيئية التي تُواجه البشرية، حيث يطال جميع المسطحات المائية، ويختلف أنواع وأسباب هذا التلوث، غير أن المشكلة الأساسية تبقى كما هي: خطر يهدد جميع الكائنات الحية نتيجة تحول المياه إلى مصادر غير صالحة للشرب بسبب التغيرات الفيزيائية أو الكيميائية التي قد تحدث بشكل مباشر أو غير مباشر. من خلال موقعنا، سوف نستعرض أشكال تلوث المياه ومصادره.
تتعدد أشكال تلوث المياه في حياتنا اليومية، ومنها:
يشير التلوث الطبيعي إلى تلك الحالة التي يحدث فيها تغيير في الخصائص الطبيعية للماء، بحيث تنتقل المياه من كونها صالحة للشرب إلى مياه غير قابلة للاستهلاك البشري. وتظهر آثار هذا النوع من التلوث في تغييرات في درجة حرارة الماء، ودرجة ملوحته، ونسب بعض المواد فيه، بالإضافة إلى التغيرات الملحوظة في لون الماء ورائحته وطعمه.
يُعد التلوث الكيميائي من أكثر حالات تلوث المياه خطورة وتأثيرًا على الكائنات الحية. يُعتبر التلوث الكيميائي من المشاكل البارزة التي يواجهها الإنسان اليوم، حيث أن المياه الملوثة كيميائيًا قد تؤدي إلى التسمم نتيجة وجود مواد ضارة مثل الزئبق، الزرنيخ، أو الرصاص، بالإضافة إلى وجود مبيدات حشرية. يمكن أن تصل هذه المواد السامة إلى الإنسان من خلال تناول الأسماك التي تعيش في مياه ملوثة.
للأسف، يتم تصريف مياه الصرف الصحي في بعض الأحيان إلى مصادر المياه الصالحة للشرب، وهو عمل ينبغي محاسبة القائمين عليه بشدة، إذ تؤدي مياه الصرف الصحي إلى انتشار البكتيريا في الماء، مما ينتج عنه نقل الأمراض الخطيرة إلى الإنسان. والمضار الصحية تشمل الإصابة بعدوى السالمونيلا أو الشيجلا، وأنواع أخرى قد تؤدي إلى التهابات الكلى والكبد.
يعتبر تلوث الماء بالنفط من أخطر وأشهر أنواع تلوث المياه، ويحدث نتيجة تسرب النفط إلى المسطحات المائية، سواء من ناقلات النفط أثناء عملية الاستخراج، أو من خلال تلف أنابيب النفط. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم إلقاء النفط في المياه عمدًا مما يسبب تسمم الكائنات البحرية، والذي يمكن أن ينتقل بدوره إلى الإنسان عند تناوله لهذه الكائنات، مما يؤدي إلى أمراض مثل السرطان.
يعود تلوث مياه الأنهار والبحيرات نتيجة للمخلفات الزراعية إلى استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة التي تُصرف مباشرة إلى المياه دون معالجة، مما ينتج عنه تلوث المياه بالمواد الكيميائية الضارة مثل الأحماض والأصباغ والقلويات، بالإضافة إلى الأملاح السامة.
يمكن تصنيف مصادر تلوث المياه إلى نوعين رئيسيين:
وتتعلق هذه المصادر بالتلوث الناتج عن المصانع، مثل مصافي النفط، مصانع الورق، أو مصانع معالجة الأغذية والأدوية، حيث تُصرف هذه المنشآت المخلفات السائلة أو المُلوثات الكيميائية في الماء.
كما يُعزى التلوث أحيانًا إلى محطات معالجة مياه الشرب التي تُصرف مياه الصرف الصحي في مياه الشرب، مما يسهم في انتشار البكتيريا والمواد الضارة التي تُصيب الإنسان بأمراض متعددة.
تعد مصادر تلوث المياه غير الثابتة من أصعب التحديات التي تواجه الإنسان، فهي تعتبر من أخطر مسببات التلوث نظرًا لعدم القدرة على تحديد مصدرها. تشمل هذه المصادر جريان المياه السطحية من المناطق الزراعية التي تحمل المبيدات الحشرية أو الملوثات الناتجة عن الغلاف الجوي، والتي قد تنتقل بفعل الأمطار، أو الملوثات التي تُترسب من التربة إلى مصادر المياه الجوفية في الأعماق.
تشمل عمليات تنقية المياه مجموعة من الطرق الرئيسية، مثل:
ينبغي عدم استخدام المياه الملوثة في الزراعة أو الاستحمام أو الشرب أو غسيل الملابس، حيث أن البكتيريا الموجودة في المياه قد تُؤثر سلبًا على الصحة، وفي حال استخدام المياه الملوثة للزراعة، فإن المزروعات ستتلوث بشكل مباشر، مما يؤثر سلبًا على جودة الإنتاج.
أحدث التعليقات