يتم تقسيم التشبيه إلى عدة فئات بناءً على اعتبارات مختلفة، والتي تشمل ما يلي:
يتم تصنيف التشبيه بناءً على وجه الشبه إلى الأنواع التالية:
يمكن تصنيف التشبيه استنادًا إلى أداته إلى ثلاثة أصناف كالتالي:
أَرسى النَسيمُ بِواديكُم وَلا بَرِحَت
حَوامِلُ المُزنِ في أَجداثِكُم تَضَعُ
يتم تصنيف التشبيه بناءً على عدد الأطراف إلى أربعة أنواع كالتالي:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا
لدى وكرها العناب والحشف البالي
فالأرض ياقوتة والجوُّ لؤلؤةٌ
والنَّبتُ فيروزجٌ والماء بلورُ
آراؤكُمْ ووجوهُكُمْ وسيوفُكُم
في الحادثات إذا دَجَوْنَ
أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ
فَتْخَاءٌ تَنْفِرُ من صَفِيرٍ
التشبيه البليغ يتضمن كلاً من المشبّه والمشبّه به فقط، ويعتبر من أهم وأكثر أنواع التشبيه بلاغة؛ نظراً لقوة ادعاء وحدة طرفيه، ويتميز بالإيجاز نتيجة غياب وجه الشبه وأداة التشبيه، مما يتطلب مجهوداً عقليًا من السامع لاستنتاج الصفات المشتركة، كما في قولنا: “أخلاق الصالحين نسيمٌ”.
التشبيه الضمني هو المظهر الذي يفتقر إلى التصريح بالمشبّه والمشبّه به ويُفهمان من المعنى، ويتم استخدامه لإظهار إمكانية الصفة المرتبطة بالمشبّه، كما في قول الشاعر أبي فراس الحمداني:
سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
هنا، يشتمل شعره على تشبيه ضمني، حيث يشبّه حاله عند تذكّر أهله المآسي بحال البدر الذي يُفتقد في ظلمة الليل.
هو تشبيه يتحول فيه المشبّه إلى مشبّه به بادعاء أن وجه الشبه أكثر وضوحاً. مثال على ذلك قوله تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ)، حيث تساق الأفكار بشكل عكسي من المعاملات عوضاً عن القراء. وقد يشير إلى غلبة الصفات يوحي بالمعاني مع التفريق.
التشبيه الحسيّ يشير إلى تأمين إدراك المشبّه ووجه شبهه من خلال إحدى الحواس, ليكون طرفا التشبيه متشاركان في صفة حسية، كما في حالات اللمس والتذوق والشم، ومن أمثلته:
بالإضافة إلى ذلك، يُضاف التشبيه الخيالي إلى الحسي، كونه يتكون من أجزاء حقيقية، بينما الشكل الكلي غير موجود في الواقع، مثال: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا).
التشبيه العقلي يتضمن حالات يتجاوز فيها الإحساس، ويكون مدركًا بالعقل، مثل قول الشاعر:
العشق كالموت لا مرد له
ما في للعاشق المسكين تدبير
يُدرج العلماء التشبيه الوهمي ضمن هذا النوع، وهو تشبيه غير مدرك لكنه مُحتمل، مثل: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ).
يشير التشبيه المختلف إلى وجود طرف حسي وآخر عقلي، مثال: تشبيه العطر بالخلق الحسن، حيث أن العطر محسوس عبر الشم، بينما الخلق الحسن عقلاني كما في قول الشاعر:
أهديت عطرًا مثل طيب ثنائه
فكأنما أهدى له أخلاقه
يده كالسّحابة جوداً. | (………………………) | (………………………) |
وجهها كنور الشّمس. | (………………………) | (………………………) |
ليلى كالنّهر في عطائها. | (………………………) | (………………………) |
أحمد كالفهد في سرعته. | (………………………) | (………………………) |
سلوى كالقمر. | (………………………) | (………………………) |
تتعدد أغراض التشبيه، والتي غالباً ما تعود بالنفع على المشبّه، والتي تشمل:
عندما يكون المشبّه مجهولاً دون وصف قبل التشبيه، يعكس التشبيه حالة أو صفة معروفة يُشير إليها، كما في قوله تعالى: (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ).
عندما يُعزى شيءٌ غريب إلى المشبّه، فإن تقديم تشبيه واضح يساعد في تثبيت صورة المشبّه في أذهان المتلقين، كما في قول الشاعر:
إنَّ القلوب إذا تنافر ورُّدها
مثل الزجاجة كسرها لا يجبر
عندما يُعرف المشبّه مسبقاً بمقدار صفة مرغوبة، يوضح التشبيه مقدار تلك الصفة، كما في قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ).
يؤكد التشبيه ما تم إسناده للمشبّه بهدف تعزيز مكانته في ذهن المتلقي، كما في قولنا: “هل عمر الصبا إلا أصيل أو سحر؟”.
عندما يُنسب شيء غريب كحدوث للمشبه، يكون من المهم بيان التشابه لفهم إمكانية حدوثه، كقول الشاعر:
فتَى عِيش في معروفه بعْد موته
كما كان بعد السيْل مَجْراه مَرْتعَا
يبرز التشبيه صورة المشبّه بصورة إيجابية لاستحسانها، كما في قول الشاعر:
تفاريق شيب في الشباب لوامع
وما حسن ليل ليس فيه نجوم
هنا يتم استخدام التشبيه لتصوير المشبّه بصورة سلبية كما في قوله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ).
يوضح التشبيه بتفاصيل جميلة، مما يعطي انطباعًا جديدًا حول المشبّه كما في قول الشاعر:
كأن عيون النرجس الغض حولنا
مداهن در حثوهن عقيق
أخلاق الصالحين كالنسيم في الرقة. | (……………….) |
قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا). | (……………….) |
الشجاع أسدٌ والجبان نعامة. | (……………….) |
الجهل موت والعلم حياة. | (……………….) |
هو كالعسل حلاوةً. | (……………….) |
الأسنان كالثلج. | (……………….) |
كأنّ قلوب الطير رطباً ويابساً … لدى وكرها العناب والحشف البالي | (……………….) |
يتكون التشبيه من أربع ركائز أساسية، وهي:
المشبّه | هو أحد طرفي التشبيه ولا يتم إلا بوجوده. |
المشبّه به | هو الطرف الآخر من التشبيه ودوره أساسي فيه ولا تصح المقارنة بدونه. |
أداة التشبيه | هي الكلمة التي تدل على معنى التشابه، مثل الكاف وما يماثلها، وقد تتواجد لفظاً أو تقديراً. |
وجه الشبه | هي الصفة المشتركة بين الطرفين. |
للمزيد من المعلومات حول أدوات التشبيه بالتفصيل، يُرجى قراءة المقال التالي: أدوات التشبيه.
تعرف البلاغة التشبيه بأنه صفة مميزة بين شيئين بمعنى خاص كما أشار إليه معجم “القاموس المحيط”، حيث يرتبط أمران بصفة مشتركة تعد أقوى في المشبه به، كما يظهر في تمييز صبر الرجل بالجمل. ثمة تنوع في التعريفات، رغم اختلاف الألفاظ لكنها تتشابه في المعنى. مثلاً:
قال أبو هلال العسكري: “الوصف بأن أحد الموصوفين ينوب عن الآخر باستخدام أداة التشبيه، مثل: “محمد شديد كالأسد”. حيث إن المقارنة هنا هي لما لا يُشبه محمد في قوته الحقيقية، كما عزز ابن رشيق رأيه بقوله: “تشبيه الشيء بما يجعله مقاربًا من جميع الجوانب، حيث لا يمكن أن يُعبر عنه بمطابقة كليّة.” كما عرّف الخطيب القزويني التشبيه بأنه الدلالة على مشاركة شيء لآخر في معنى.
أحدث التعليقات