لطالما اعتمد البشر على أساليب مختلفة للعيش، وتميزت أنماط الحياة بين المجتمعات. يعمل كل جيل على تحسين وتطوير هذه الطرق، مما يؤدي إلى نشوء العديد من العادات، والممارسات، والمعتقدات، والقيم، والأماكن، والتعبيرات الفنية. يُطلق على هذه المجموعة مجتمعة اسم التراث الثقافي (بالإنجليزية: Cultural Heritage)، الذي ينقسم إلى عدة فئات رئيسية، كما يلي:
قد تجسد القيم التراثية في مواقع طبيعية تتمتع بخصائص معينة تجعلها موضع تقدير كتراث. يمكن تصنيف هذه المواقع، سواء كانت برية أم بحرية، بناءً على مجموعة من معايير التقييم، حيث يتم تحديد المكان رسميًا وتخصيصه لأغراض الحفظ أو إدارته للحفاظ عليه. يشمل التراث الطبيعي المتنزهات الوطنية، والحدائق النباتية، والمحميات، والمناطق البحرية المحمية، ومواقع الحياة البرية المهمة، والمواقع الجيولوجية.
تعاني الكثير من المواقع الطبيعية من عدم التمثيل الكافي في سجلات التراث العالمي، حيث لا تعكس تلك المناطق بشكل كامل الحجم والخصائص البيئية أو العلمية. ويرجع ذلك إلى قلة الاهتمام من قبل المختصين في مجال التراث الطبيعي في المنظمات غير الحكومية الدولية، فضلاً عن التقاليد أو الأطر القانونية المعنية بحماية البيئة التي توجد في بعض الدول.
يُعتبر تراث الشعوب الأصلية رمزًا للترابط بين الإنسان والأرض، حيث يُحافظ عليه منذ الأجيال السابقة لتحقيق رفاهية تلك الشعوب. يتضمن التراث الأفكار، والخبرات، ووجهات النظر العالمية، وأشكال التعبير، والممارسات، والتقاليد، والمعرفة، والروحانية، وعلاقات القرابة، والأماكن التي تكتسب قيمة خاصة لديهم. يتمثل تراث الشعوب الأصلية في مواقع الاستقرار، والفنون الصخرية، والأشجار المنحوتة، والأماكن ذات القيم الروحية المتداولة بينهم، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية التي تحمل دلالات مرتبطة بالأشخاص الذين يعيشون في المنطقة.
لطالمَا كان التراث يُجسد بصورة مادية من خلال تشييد المواقع، والمباني، وإبداع المواد المختلفة. وقد استمر التراث بالظهور في صورته التقليدية حتى أواخر القرن العشرين، حين بدأ الاهتمام ينصب على التراث غير المادي، والذي يتضمن الممارسات، والأفكار، والموسيقى، والطقوس، وطرق إنجاز الأمور. من المهم التأكيد أن كلا النوعين من التراث متصلان، حيث ترتبط الممارسات غير الملموسة بعلاقات مادية مع الأشياء الملموسة مثل العناصر، والأماكن، والأشخاص.
يُعرف التراث بأنه مجموعة من الممتلكات الموروثة، التي قد تشمل أشياء، أو مباني، أو ممتلكات مادية، أو ممارسات غير مادية تتمتع بقيمة تاريخية أو ثقافية تستحق الحفاظ عليها. يتم تناقلها من جيل لآخر، وتُعتبر إرثًا أساسيًا لفهم الهوية، وتساهم في تشكيل الذاكرة الاجتماعية الجماعية. من أمثلة ذلك اللغة، والثقافة، والموسيقى الشعبية، والأدب. تُستخدم الموروثات المادية جنبًا إلى جنب مع الممارسات التراثية لتشكيل تصور المجتمع حول ماضيه، وحاضره، ومستقبله، وغالبًا ما يحدد المجتمع بنفسه التراث الذي يرغب في الحفاظ عليه أو التخلي عنه.
يمكن أن يكون التراث رسميًا، مُفهرسًا ومعترفًا به من قبل الهيئات الدولية، أو غير رسمي، يتضمن ممارسات ومواقع طورها المواطنون بصورة غير رسمية ولم تُعترف بها كنوع من التراث. بالرغم من ذلك، لا يعني ذلك أنها أقل قيمة أو أهمية من التراث الرسمي، فهي تُعتبر تراثًا ذو قيمة للشعوب. يُشار إلى أن التراث غير الرسمي قد يتحول إلى تراث رسمي في حال تم اعترافه رسمياً.
أحدث التعليقات