يتضمن القرآن الكريم أنواعاً متعددة من القسم، حيث يبلغنا الله -تعالى- بها وفق صور مختلفة، وتتعلق هذه الأنواع بالقسم ذاته أو بما يُقسم به. وفيما يلي بعض الأشكال المذكورة:
كما في قوله -تعالى-: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ).
أما بالنسبة للمقسم عليه، فقد يكون واحداً من الأمور الآتية:
كما في قوله -تعالى-: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا* فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا* فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا* إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ).
كما يتضح في قوله -تعالى-: (لَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم* إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)، أو تأكيد نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في قوله -تعالى-: (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ* إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).
في اللغة، يُعرف القسم بأنه اليمين أو الحلف، وهذان المصطلحان يحملان نفس المعنى. أما في الشريعة، فهو التزام النفس بالامتناع عن فعل شيء أو عدم القيام به. وجمع القسم يسمى أقساماً، ويعتبر من الأدوات التي استخدمها القرآن الكريم لإقامة الحجة على الكافرين والمكذبين.
تحمل الأقسام في القرآن الكريم فوائد متعددة، منها:
فنرى أن استخدام المؤكدات لتدعيم يقين المؤمن مشروع، كما يتضح في قول سيدنا إبراهيم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ).
تحمل الأقسام العديد من الخصائص، منها:
اختار الله -تعالى- من اللغة العربية ما هو الأجمل والأكثر وضوحاً لتيسير فهم القارئ، مما يترك أثراً عميقاً في القلب والنفس، مع توافق المعنى التام.
تنبع دقة التصوير من جمال التعبير، حيث يُستخدم أسلوب التشبيه والاستعارة والكناية بطريقة تتسم بالإبداع، مما يشعر القارئ بأنه يعيش تلك اللحظات ويشارك في الأحداث بأحاسيسه بالكامل.
تنجم قوة التأثير عن الخصائص السابقة، إذ تؤثر القراءات في عقل القارئ وقلبه في الوقت ذاته، لأن القرآن يتوجه إليهما معًا.
أحدث التعليقات