تتشكل أورام الغدة الدرقية، التي تُعرف أيضًا بالعُقيدات، نتيجة نمو غير طبيعي للخلايا السليمة داخل الغدة. يمكن أن تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة، حيث يتميز الورم الخبيث بقدرته على النمو والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، بينما الورم الحميد لا ينتشر رغم أنه ينمو بشكل غير طبيعي. تجدر الإشارة إلى أن معظم أنواع عُقيدات الغدة الدرقية لا تسبب أعراضًا لدى المصابين، لكنها قد تؤدي أحيانًا إلى مشاكل في البلع أو شعور بامتلاء في الحلق أو بالألم والضغط في منطقة الحلق أو العنق. في بعض الحالات، يمكن أن يلاحظ المصاب نتوءًا أو كتلة في الرقبة عند النظر في المرآة. قد تظهر أيضًا أعراض نادرة مثل فقدان الوزن المفاجئ، زيادة العصبية، أو عدم انتظام دقات القلب. من المهم الإشارة إلى أن كتلة غير مؤلمة في الرقبة تُعتبر من أبرز أعراض سرطان الغدة الدرقية، بينما قد تظهر العديد من الأعراض الأخرى عند تقدم المرض، ومنها بحة الصوت المستمرة، التهاب الحلق، وصعوبة البلع، وظهور نتوءات في مناطق مختلفة من الرقبة. يجب التنويه إلى أن ظهور كتلة في الرقبة لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
للأسف، لا تزال الأسباب الدقيقة لسرطان الغدة الدرقية غير معروفة، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن معظم الحالات لا ترتبط بعوامل خطر واضحة. من بين أبرز عوامل الخطر المرتبطة بسرطان الغدة الدرقية:
كما تم ذكره سابقًا، فإن أورام الغدة الدرقية الحميدة تنشأ عن نمو غير طبيعي للخلايا دون انتشارها. وعلى العموم، فإن هذه الأورام لا تُشكل تهديدًا للحياة. فيما يلي تفصيل لبعض أنواع الأورام الحميدة.
تمثل عقيدات الغدة الدرقية الحميدة أورامًا غير طبيعية قد تكون صلبة أو مملوءة بالسوائل، وغالبًا ما لا تظهر أي علامات أو أعراض. تحتاج معظم الحالات إلى مراقبة، إلا أن بعض العقيدات قد تسبب زيادة في الحجم مما يجعلها مرئية أو يمكن الشعور بها. إذا كانت كبيرة جدًا، فقد تؤدي إلى صعوبة في البلع أو التنفس. عادةً ما يتم اكتشاف هذه العقيدات أثناء الفحص الروتيني. ولتمييز بين العُقيدات الحميدة وسرطان الغدة الدرقية، يُوصى بإجراء الفحوصات اللازمة، بما في ذلك اختبارات الدم والموجات فوق الصوتية، وخزعة الإبرة الدقيقة. من بين الأنواع المختلفة للعقيدات الحميدة نجد:
الأورام الغدية الدرقية هي أورام حميدة تؤثر في أنسجة الغدة الدرقية وهي غير ضارة بشكل عام. يتم تصنيفها إلى نوعين رئيسيين، الأورام الجريباتية والأورام الحليمية. بينما معظم هذه الأورام لا تحتاج إلى علاج، فبعضها قد يزيد من إفراز الهرمونات الغدية مما يتطلب العلاج المناسب.
تضخم الغدة الدرقية، المعروف أيضًا بالدراق، قد يحدث نتيجة التهابات أو نقص في اليود. يظهر الدراق بشكل شائع لدى النساء، خاصة قبل انقطاع الطمث. يمكن أن يظهر انتفاخ العنق كالعرض الوحيد، وقد يتسبب في صعوبات في البلع أو التنفس في بعض الحالات. بصفة عامة، لا يتطلب الدراق علاجًا ما لم يُسبب أعراضاً مزعجة.
سرطانات الغدة الدرقية لا تظهر عادةً أي أعراض في البداية، ولكن مع تقدم المرض قد تؤدي إلى الألم والتورم في الرقبة. هناك أنواع متعددة من سرطان الغدة الدرقية تختلف في سرعة نموها وانتشارها. يُصنف سرطان الغدة الدرقية وفقًا لنوع الخلايا التي تكوّنه، ويمثل الأنواع الرئيسية ما يلي:
تشبه السرطانات المتمايزة الأنسجة الطبيعية عند رؤيتها تحت المجهر. تمثل حوالي 90% من حالات سرطان الغدة الدرقية. الأكثر شيوعًا هو السرطان الحليمي، الذي يصيب النساء بشكل أكبر. تشمل العلاجات الجراحة والعلاج باليود المشع.
تبدأ السرطانة النخاعية في خلايا الغدة الدرقية المسؤولة عن إنتاج الكالسيتونين، مما قد يشير إلى الإصابة به عند ارتفاع مستوياته في الدم. يمثل هذا النوع 4% من حالات السرطان الدرقية وغالبًا ما يُصيب الأشخاص في الفئة العمرية بين 50 و60 عامًا.
هذا النوع من السرطان نادر ويشكل حوالي 2% من الحالات، ويُعتبر الأكثر شدة. تتطلب خطط العلاج تدخلات جراحية وإشعاعية.
تشمل لمفومة الغدة الدرقية وساركومة الغدة الدرقية، وكلها تتطلب تقييمًا دقيقًا وعلاجًا مناسبًا.
للمزيد من المعلومات حول أورام الغدة الدرقية، يمكنك مشاهدة الفيديو.
أحدث التعليقات