تتميز اللغة العربية بتنوع أساليبها، ومن بين هذه الأساليب يتجلى أسلوب النداء الذي يُستخدم لاستدراج شخص ما لإيلاء الانتباه إلى المتحدث. ويتألف أسلوب النداء من ثمانية حروف، وهي: يا، أيَّا، هَيَا، أيْ، آي، وا، الهمزة، وآ، حيث ينوه ابن مالك في ألفيته بهذا الخصوص:
وللمنادى النَّاء أو كالنَّاء (يَا) وَ(أَيْ) وَ(آ) كَذَا (أيَا) ثُمَّ (هَيَا)
والهمزُ للدّاني، وَ(وَا) لِمَنْ نُدِبْ أوْ (يَا)، وغيرُ (وَا) لدى اللْبس اجْتُنِبْ
ينقسم أسلوب النداء إلى خمسة أنواع؛ اثنان منها تحملان بناءً، بينما البقية تتسم بالإعراب، وهي كالتالي:
يكون المنادى في هذه الحالة غير مضاف ولا شبيهًا بالمضاف، ويُبنى على الضمة في محل نصب. مثال على ذلك قوله تعالى: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).
يُبنى هذا النوع من المنادى على الضمة في محل نصب. مثال على ذلك قوله تعالى: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
هذا النوع يُشير إلى نداء نكرة عامة لم تكن مقصودة، وحكمه هنا هو النصب، كما في قول يغوث بن وقاص الحارثي:
أيَا راكباً إمَّا عرضت فبلّغَنْ
نداماي من نجران ألَّا تلاقيا
يشير هذا النوع من المنادى إلى ما يضاف لما بعده، وحكمه هنا هو النصب، مثل قوله تعالى: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا).
يتسم هذا النوع بحكم النصب، وذلك عند وجود معمول يتبعه لإكمال المعنى. مثاله قوله تعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون).
لا يُستخدم أل التعريف مع المنادى، حيث لا يجوز الجمع بينهما إلا في حالات نادرة، ومنها ما يلي:
كما في قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، حيث أن اللهم: منادى مفرد مبني على الضمة في محل نصب.
مثال على ذلك هو قولنا: يا الأسدُ جرأةً، حيث أن الأسدُ: منادى مبني على الضمة في محل نصب.
أحدث التعليقات