الصيد في المغرب

تقع المغرب شمال غرب قارة أفريقيا، وتتميز بتنوعها البيئي حيث تضم أكثر من 40 نظاماً بيئياً مختلفاً. على الرغم من التحديات المناخية، فإن المغرب تأوي مجموعة غنية من الحيوانات. لهذا السبب، تقوم الحكومة المغربية بجهود متواصلة لحماية هذه النظم البيئية، عبر إقامة المحميات والمتنزهات الوطنية. تحتوي هذه المحميات على أكثر من 210 نوعاً من الطيور، من بينها 11 نوعاً مصنفاً كأنواع مهددة بالانقراض، فضلاً عن 105 أنواع من الثدييات، منها 18 نوعاً مهدداً.

تُعتبر جميع حقوق الصيد في المغرب ملكية للجهات الحكومية، حيث تقوم بتنظيم منح تراخيص الصيد للصيادين. وقد صدر ظهير عام 1923 ينظم شروط الحصول على رخصة الصيد، ويحدد المناطق والأوقات المسموح فيها بالصيد، بالإضافة إلى فرض عقوبات على المخالفات، مع وجود قوانين ثانوية تنظم تجارة الطيور وتحدد الأنواع المحظورة للصيد، بما في ذلك الأنواع النادرة وطرق الصيد المسموح بها مثل استخدام البنادق والكلاب والصقور.

يسمح بصيد الطيور المائية والخواضات باستخدام الفخاخ الحية، بينما يُمنع استخدام المصايد. كما تُحظر عمليات الصيد في المناطق المحمية والمناطق المزروعة، بالإضافة إلى أوقات معينة مثل تساقط الثلوج، وخلال الليل، باستثناء أنواع معينة يُسمح بصيدها خلال النصف ساعة الأولى بعد الغروب.

صيد الأسماك في المغرب

صيد أسماك المياه المالحة

تتمتع المغرب بإمكانات هائلة في مجال صيد الأسماك بفضل موقعها الجغرافي الفريد. إذ يبلغ طول سواحلها على البحر الأبيض المتوسط حوالي 500 كم، بينما تمتد سواحلها على المحيط الأطلسي لمسافة تصل إلى 3000 كم، مما يجعلها أكبر منتج لمصايد الأسماك البحرية في أفريقيا، حيث تحتل المرتبة 25 عالمياً وفقاً لإحصائيات عام 2014.

يعتبر قطاع صيد الأسماك البحرية في المغرب من القطاعات الحيوية، حيث يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لمئات الآلاف من السكان، ويعتمد أكثر من 3 ملايين شخص على هذا القطاع في رزقهم. بالإضافة إلى ذلك، يلعب القطاع دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية، حيث تمثل صادرات الأسماك حوالي 50% من صادرات الأغذية الزراعية، وحوالي 12% من إجمالي صادرات المغرب، وتوزع المنتجات على أكثر من 100 وجهة حول العالم.

صيد أسماك المياه العذبة

تحتوي المياه العذبة في المغرب على 65 نوعاً من الأسماك، تشمل أصنافاً محلية مثل الأسماك الحفشية، وأسماك توايت شاد، وبوري الرأس المفلطح، إلى جانب أنواع مقدمة من مناطق أخرى مثل سمك كيليفيش البحر الأبيض المتوسط، وسمك الباربل، وتراوت قوس قزح، والكارب الأسود، والفرخ الأوروبي.

المصايد والأسطول البحري في المغرب

ينقسم الساحل المغربي إلى أربع مناطق رئيسية للصيد تشمل: منطقة البحر الأبيض المتوسط، والمنطقة الأطلسية الشمالية، والمنطقة الأطلسية الجنوبية، ومنطقة وسط جنوب الأطلسي. ويشتمل الأسطول البحري على ثلاثة أنواع من السفن: سفن الصيد الساحلي، والسفن الصغيرة، وسفن الصيد في أعالي البحار، بما في ذلك سفن الترولة والسفن المستخدمة في الصيد بالخيوط الصنارية الطويلة.

تنقسم المصايد البحرية في المغرب إلى قسمين رئيسيين:

• مصايد أعالي البحار: وهي مزودة بمعدات متطورة تشمل معدات التجميد والسفن الكبيرة، وتستخدم لصيد رأسيات القدم مثل الأخطبوط والحبار السطحي، وتؤدي إلى إنزال الأسماك بالكامل في مينائي أكادير وطانطان.
• المصايد الساحلية: حيث تُصطاد منها كميات كبيرة من الأسماك السطحية مثل السردين والإسقمري والأنشوجة، بالإضافة إلى بعض الأسماك القاعية. يتم إنزال حصاد هذه المصايد في مينائي طانطان والعيون. يجدر بالذكر أن موسم صيد الأسماك الرئيسي يمتد بين شهري تموز وكانون الأول، حيث يمثل نحو 70% من إجمالي الصيد في المغرب.