وُلد الكاتب الفرنسي أندريه بول غيوم جيد في قلب العاصمة الفرنسية باريس عام 1869م. وهو كان الابن الوحيد لوالديه، حيث كان والده يعمل أستاذاً للقانون في جامعة باريس وتوفي عندما كان أندريه في الحادية عشرة من عمره. عانت طفولة أندريه من صعوبات عديدة، إذ لم يكن فقدان والده هو التحدي الوحيد، بل عانى من مشاكل صحية متكررة أضفت طابعاً صعباً على نشأته.
بعد وفاة والده، أصبحت والدته مصدر التعلق الأساسي لأندريه، مما جعل نشأته تتميز بالطابع الأنثوي إلى حد كبير. وكان للحالة الصحية والنفسية المضطربة تأثير مباشر على مسيرته التعليمية. تراوحت تجربته التعليمية بين التعليم الرسمي والدروس الخصوصية؛ حيث بدأ تعليمه في المنزل ثم انتقل إلى المدرسة الألزاسية في باريس، لكنه لم يستطع الالتزام بالدراسة بسبب ظروفه الصحية، مما أجبره على استئناف تعليمه مع معلمين خاصين في منزله.
انحصرت حياة أندريه جيد المهنية في مجالات الأدب و الكتابة. فيما يلي أبرز محطاته في هذه المسيرة:
حصل أندريه جيد على عدة جوائز وتكريمات تقديراً لإنجازاته، من أبرزها:
ترك أندريه جيد عدداً من المؤلفات المهمة، من بينها:
ألف أندريه جيد كتاب “كوريدون” (Corydon) بين عامي 1911 و1920، ونُشر لأول مرة عام 1924. يتناول فيه تاريخ المثلية الجنسية عبر الحضارات المختلفة، ويعبر عن آرائه بشأن قضايا تظهر ميوله الجنسية التي لم يتم قبولها في مجتمعه، وهو يتكون من 161 صفحة.
أصدر جيد كتاب “ثمار الأرض” (The Fruits of the Earth) في عام 1897 أثناء مرضه بالسل، حيث يستعرض تساؤلات وجودية من خلال قصة طفل يعاني من المرض، ولكنه يحلم بنقاء الروح والجسد، حتى يتوصل إلى قبول معاناته وحقائق الموت، ويتكون الكتاب من 224 صفحة.
نُشر كتاب “البوابة الضيقة” (The Narrow Gate) عام 1909، وهو رواية تدور حول شاب يُدعى جيروم يقع في حب ابنة عمه، وتتناول العلاقة تطوراً عميقاً وغير تقليدي. تبرز الرواية مشاعر إنسانية معقدة وتترك النهاية مفتوحة للقارئ، ويبلغ عدد صفحاتها 141.
صدر كتاب “سيمفونية الحقول” (The Pastoral Symphony) في عام 1919، وقد أعد للإنتاج السينمائي في عام 1946. تتناول القصة حياة رجل يعتني بفتاة كفيفة وصماء، وكيف تتطور الأحداث لتظهر جمال المشاعر الإنسانية من خلال الرعاية والحب، ويقع الكتاب في 82 صفحة.
هذا الكتاب، الذي يمتد على 352 صفحة، يتضمن تأملات أدبية وأخلاقية ومذكرات شخصية لأندريه جيد حول معاركه ضد التقييم الجائر للناس، حيث يعبر جيد عن آرائه بأسلوب لاذع وجذاب.
نُشر كتاب “المزيفون” (The Counterfeiters) عام 1925، وهو يُسلط الضوء على المسائل الجنسية والمجتمع الفرنسي، ويتناول صراحة أخلاق الطبقة الوسطى والعقبات التي تواجه الكتاب. يحتوي على مقتطفات من دفاتر جيد، ويصل عدد صفحاته إلى 551.
كتاب “اللاأخلاقي” (The Immoralist) الذي نُشر عام 1902 يركز على موضوع المثلية الجنسية من خلال قصة رجل يتزوج فتاة جميلة لكنه يدرك تدريجياً ميوله الجنسية الحقيقية، ويبحث عن قبول لعواطفه في مواجهة الأعراف الاجتماعية القاسية، ويتكون الكتاب من 144 صفحة.
رواية “إيزابيل” (Isabelle) التي صدرت عام 1911 تبدأ في قصر قديم بنورماندي، حيث يتذكر الشاب جيرار لاكاسي قصته مع الفتاة التي أحبها، ويعبر عن مشاعره وفضوله لمعرفة المزيد عن حياتها وأهلها.
توفي أندريه جيد في 19 فبراير 1951 في باريس عن عمر يناهز 81 عامًا، بعد حياة مليئة بالصعوبات والنقاشات بين رغباته نحو الحرية والضغوط الاجتماعية المحيطة به.
من أبرز الاقتباسات التي تعكس عمق فكر جيد:
يعتبر أندريه جيد من الشخصيات الأدبية البارزة التي ساهمت في تطور الأدب الفرنسي، حيث طرح قضايا أدبية وأخلاقية بجرأة، حتى وإن كانت بعض أفكاره مثيرة للجدل. كما تناول خلال مسيرته الكتابية مشاعر إنسانية عميقة وأسلوب التعبير عنها بطرق متنوعة.
أحدث التعليقات