أم سلمة -رضي الله عنها- تُعتبر واحدة من زوجات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهي شخصية رفيعة المكانة بين النساء المسلمات، ونستعرض معلومات حولها كما يلي:
أسلمت أم سلمة -رضي الله عنها- مع زوجها عقب بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مما جعلها واحدة من أولى النساء اللاتي أسلمن. وقد واجهت هي وزوجها معارضة شديدة من قومهم، حيث تعرضا لأشكال متنوعة من الأذى حتى يتخلوا عن الإسلام. ولكن لم يكن منهما إلا الصمود وإخلاص النية لله -عز وجل-، حتى أذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة، فاستجابوا لهذه الدعوة وهاجرا معًا في مقدمة المهاجرين.
وبعد فترة من الوقت في الحبشة، عادا إلى مكة، وكانت تلك الفترة قبيل الهجرة إلى المدينة، وعندما حان وقت هجرة المسلمين، خرجت مع زوجها ومعها طفلها سلمة في حجرها. لكن قابلهم مشتركون من قومهم وفرقوا بينهم، حيث اختطفوا الطفل وأخذوه معهم. وواصل زوجها طريق الهجرة إلى المدينة، بينما كانت هي محبطة بسبب فقدان طفلها. بعد فترة من الزمن، تحنّن أولاد عمومتها وأعادوا لها ابنها، فباشرت في طريقها إلى المدينة المنورة بمفردها، مُتحملةً حر النهار وبرودة الليل.
تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أم سلمة -رضي الله عنها- في شهر شوال من السنة الرابعة للهجرة. وتروي أم سلمة قصة زواجها قائلة أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول يومًا: “ما مِن عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ: إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خَيْرًا منها، إلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ في مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ له خَيْرًا منها.” وقالت: “فلما توفي أبو سلمة، قلتُ كما أمرني رسول الله، فأخلف الله لي خيرًا منه، رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.”
من الواضح من هذا الحديث أن أم سلمة -رضي الله عنها- لم تكن تتوقع أن ينعم الله عليها بخيرٍ بعد فقدان زوجها أبو سلمة -رضي الله عنه-، ولكنها وجدت الخير يأتيها من عند الله -عز وجل- حيث أصبح النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجًا لها وعاشت تحت رعايته معززة مكرمة، إذ اعتنى بها وبأبنائها الأربعة اليتامى برحمة وحبٍ وعطاءٍ.
تاريخ الإسلام يروي العديد من المواقف البارزة لأم سلمة -رضي الله عنها-، وإليكم أبرزها:
بعد أن استعيد ابنها، لحقت بزوجها حتى وصلت إلى التنعيم حيث التقت بالصّحابي عثمان بن طلحة -رضي الله عنه-، الذي أوصلها وطفلها إلى المدينة.
تتعدد مناقب أم سلمة -رضي الله عنها-، وأهمها:
تنوعت آراء العلماء حول السنة التي توفيت فيها أم سلمة -رضي الله عنها- إلى رأيين، الرأي الأول يشير إلى وفاتها في السنة التاسعة والخمسين، بينما الرأي الثاني يذهب إلى أنها توفيت في السنة الثانية والستين. وتعتبر أم سلمة -رضي الله عنها- آخر من توفي من أمهات المؤمنين -رضوان الله عليهن-، وكان عمرها عند وفاتها أربعة وثمانين عامًا، ودُفنت في مقبرة البقيع. من الجدير بالذكر أن أم سلمة -رضي الله عنها- عاصرت حادثة قتل الحسين بن علي -رضي الله عنه-، وقد أصابها حزن شديد لذلك، حتى انتقلت إلى الرفيق الأعلى بعد فترة قصيرة من تلك الأحداث.
أحدث التعليقات